حذرت الأممالمتحدة من إن نحو 6500 سوري ينزحون يومياً من ديارهم منذ مطلع العام الحالي، وذلك في مؤشر إلى صعوبة الأوضاع الأمنية بسبب اشتداد الحملة الجوية الأميركية والروسية في سورية ضد «داعش». واعتبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، خلال جلسة الأمن الدولي في نيويورك، ليل الأربعاء - الخميس، أن سورية أصبحت بعد سبع سنوات من الصراع «أكبر أزمة نزوح في العالم»، وفق موقع «إذاعة الأممالمتحدة». وأطلقت مجموعة من الناشطين في مدينة الحسكة في آب (أغسطس) الماضي، حملة لتسليط الضوء على أزمة النزوح الداخلي ولفت النظر إلى الأوضاع الحرجة التي يعيشها آلاف النازحين في مخيمات تفتقر إلى الحدود الدنيا من مقومات الحياة، فرّوا من مناطق الصراع في دير الزور والرقة والريف الجنوبي للحسكة. وأضاف لوكوك أنه في الأسابيع الأخيرة نزح نحو 70 ألف شخص إلى محافظة إدلب، وأكثر من 27 ألفًا إلى مناطق مختلفة من المحافظات السورية خلال الفترة نفسها. وتفيد تقارير أن معظم النازحين إلى محافظة إدلب، هم من نازحي ريف حماة الشرقي، وقد أجبرتهم المعارك التي دارت بين فصائل المعارضة السورية وتنظيم «داعش» في أيلول (سبتمبر) الماضي، فضلًا عن قصف القوات النظامية على إجبارهم على النزوح من منازلهم. وتأتي هذه الموجة بعد عمليات التهجير لآلاف المدنيين الذين وصلوا إلى إدلب من دمشق وريفها وحمص والقلمون. كما أشار المسؤول الأممي إلى وجود مالا يقل عن 30 ألف سوري لا يزالون عالقين في ظروف صعبة على طول الحدود السورية الأردنية. وقدرت الأممالمتحدة عدد السوريين الذين يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها في كل أنحاء سورية بثلاثة ملايين شخص، بينهم 420 ألفاَ في 10 مناطق محاصرة. نحو 94 في المئة من هؤلاء المحاصرين موجودون في الغوطة الشرقيةلدمشق، والبقية في بلدتي كفريا والفوعة في محافظة إدلب، ومخيم اليرموك في دمشق. وتعاني الغوطة حصاراً منذ خمس سنوات، وإغلاقاً للمعابر الإنسانية، وسط قصف جوي ومدفعي من قبل قوات النظام، ما أدى إلى تفاقم الوضع الصحي والغذائي فيها. وحذرت الأممالمتحدة سابقاً من تدهور الوضع الإنساني في سورية خلال الشتاء المقبل وتأثيره في النازحين، متوقعةً أن يكون هذا الشتاء أكثر قسوةً من السنوات الماضية. إلى ذلك، نشر «التحالف الدولي» بقيادة الولاياتالمتحدة أمس تقريراً أقر فيه بمقتل 800 مدني على الأقل نتيجة غاراته في سورية والعراق منذ آب (أغسطس) 2014. وجاء في التقرير: «ما زلنا نتحمل المسؤولية عن أي عمل قد يتسبب بإصابات غير مقصودة أو ضحايا بين المدنيين». يذكر أن «التحالف الدولي» قام منذ بداية حملته ضد تنظيم «داعش» ب28 ألف غارة وحصل على نحو 1.8 ألف تقرير حول سقوط قتلى مدنيين. وقال التحالف إنه ما زال يقيّم 695 تقريراً عن سقوط قتلى مدنيين في ضربات نفذها في العراق وسورية. وقال فريق «إير وارس» للرصد إن حصيلة ضحايا غارات «التحالف الدولي» في الفترة ذاتها تبلغ نحو 6 آلاف مدني.