تصاعدت التجاذبات بين أنصار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والمحافظين الذين يسيطرون على مجلس الشورى (البرلمان). ودخل قائد «الحرس الثوري» محمد علي جعفري على خط التجاذبات أمس، مشيراً الى «تيار انحرافي يختبئ وراء شخصية مقبولة وشعبية»، ملمحاً بذلك الى نجاد ومدير مكتبه اسفنديار رحيم مشائي الذي وجه المحافظون سهامهم إليه أخيراً. وحذر جعفري من ان «هذا التيار سيعمل حتماً ضد الثورة في المستقبل»، في حين لم يتردد رجل الدين المتشدد مصباح يزدي الذي يعتبر ابرز داعمي نجاد، في اتهام مشائي بالسعي الى انشاء «تنظيم ماسوني» وإلى «توجيه ضربات الى الإسلام». ورأى علي اكبر جوانفكر مدير «وكالة الانباء الايرانية»، وهو ايضاً من ابرز مستشاري نجاد، ان «هذه الهجمات يمكن ان تمهد عن قصد او عن غير قصد الى إطاحة» الرئيس. وألغى نجاد أمس، اجتماعاً كان مقرراً مع التكتل البرلماني الأصولي. وعلى رغم تذرع الرئيس ب «ازدحام جدول» مواعيده، فإن مصادر إعلامية ربطت ذلك بالتجاذبات الأخيرة التي ظهرت مع الاستقالة القسرية لوزير الاستخبارات حيدر مصلحي الذي عاد الى ممارسة مهماته مدعوماً من مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي والنواب المحافظين. وكان النائب علي أصغر زارعي أعلن انه سيلتقي ومجموعة من تكتل الثورة الاسلامية البرلماني، الرئيس نجاد لبحث التجاذبات الأخيرة، لكن النائب احمدي بيغش أكد إلغاء الاجتماع، فيما تحدثت المصادر عن انزعاج مكتب نجاد من موقف البرلمانيين إزاء قضية مصلحي. وعلي رغم وقف التراشق الإعلامي في هذا الشأن استجابة لدعوة المرشد الى عدم تصعيد الخلافات «علي قضايا غير مهمة»، فإن المصادر أشارت الى استياء أوساط المحافظين الأصوليين من طريقة تعاطي نجاد مع الوزير مصلحي. وسعياً الى العمل لإبعاد «الخط المنحرف» عن نجاد، عمد وسطاء الى اقتراح 13 شخصية سياسية يمكن للرئيس العمل معها لتأمين أجواء ملائمة للانتخابات البرلمانية المقررة في آذار (مارس) المقبل، ومن هذه الشخصيات: عسكر اولادي وحداد عادل وعلي اكبر ولايتي ومجتبي ثمرة هاشمي وشهاب الدين صدر وابو ترابي فرد وحسين فدائي ومحسن كوهكن واحمد توكلي ومهدي جمران، وصادق محصولي ومحمد رضا باهنر ورضا اشتياني. وتشكل هذه المجموعة نخبة من قادة الكتل البرلمانية وشخصيات من خارج البرلمان امثال ولايتي وعسكر اولادي، ولكن لم يُعرف هل سيستجيب نجاد هذا الاقتراح، خصوصاً ان الأسماء لا تضم مدير مكتبه مشائي، كما ان التجارب الانتخابية السابقة أثبتت أن الدائرة المقربة من نجاد لا تتعاون في شكل كافٍ مع مثل هذه الجهود، وإنما تفضّل خوض الانتخابات بمفردها لحصد 150 مقعداً، كما نقل عن مشائي، وذلك للاستحواذ علي رئاسة المجلس النيابي، والدخول في شكل اقوي في الانتخابات الرئاسية المتوقعة العام 2013. إلى ذلك اصدر العاملون في وكالة انباء الجمهورية الاسلامية «إرنا» بياناً موجهاً الى المرشد، أعلنوا فيه تأييدهم الكامل لتوصياته خصوصاً بعد الموقف الذي اتخذته الوكالة حيال رغبة المرشد في اعادة مصلحي لوزارة الاستخبارات. على صعيد آخر، أعلن محامي الدفاع عن الاميركيين الثلاثة المعتقلين في ايران مسعود شفيعي، أنه استلم دعوة من وزارة الخارجية تدعو الأميركية سارة شرودر التي أُطلقت بكفالة مالية العام الماضي، للمثول امام المحكمة في 11 ايار (مايو) المقبل، الي جانب مواطنيها المعتقلين لدي طهران بتهمة دخول الأراضي الإيرانية في شكل غير رسمي. وأشار المحامي إلى انه لم يستطع بعد لقاء الأميركيين الآخرين.