شددت الرباط على عدم وجود حل عسكري للأزمة الليبية ودعت إلى وقف للنار لحماية المدنيين، بعد اجتماع وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري مع مبعوث العقيد معمر القذافي إلى العواصم المغاربية نائب وزير الخارجية الليبي عمران بوكراع الذي بحث في تطورات الأزمة. وقالت الخارجية المغربية في بيان إن الوزير أبلغ الموفد الليبي الذي زار دول المغرب العربي، بأن الرباط «ملتزمة قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وبأنها تتخذ من هذه الالتزامات معايير في عملها الديبلوماسي، لناحية إقرار وقف النار وحماية السكان المدنيين»، لكنه وضع ذلك أيضاً في سياق «الدعوة إلى حوار سياسي شامل يحقق المطالب المشروعة للشعب الليبي على المستويين السياسي والاقتصادي»، إضافة الى البعد الإنساني الذي يتضمن «تقديم المساعدات الضرورية للسكان المدنيين ضحايا العنف المسلح». بيد أن الوزير شدد على أن «الحل لا يمكن أن يكون عسكرياً، ويجب أن يكون سياسياً ينفتح على المستقبل ويمكن الشعب الليبي من أن يقرر مستقبله بنفسه بصورة ديموقراطية». ورأى أن «ليبيا التي تعتبر في قلب المنطقة المتوسطية جنوب البحر وفي شمال الساحل والصحراء، بلد مغاربي وعربي وافريقي هام بالنسبة إلى استقرار المنطقة». يُذكر ان العلاقات بين المغرب وليبيا اجتازت فترات أزمة قبل الأحداث الراهنة. وعاب مسؤولون مغاربة على القيادة الليبية حضور زعيم جبهة «بوليساريو» محمد عبدالعزيز في أحد احتفالات ذكرى «ثورة الفاتح». وكان المغرب أبرم معاهدة وحدة مع ليبيا في ثمانينات القرن الماضي، رداً على إبرام معاهدة الإخاء بين كل من تونس والجزائر وموريتانيا. لكن تلك المعاهدة انهارت مع ظهور خلافات جديدة بين البلدين. وشارك القذافي في غالبية القمم المغاربية، قبل أن يتولى رئاسة القمة الأخيرة التي لم تعقد حتى الآن. ويعتبر المغرب واحداً من الدول الأعضاء في التحالف المناهض لنظام القذافي.