بعد يومين فقط من لقائه بعمران بوكراع نائب وزير الشؤون الخارجية الليبية، استقبل أول أمس الأربعاء محمد الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي وفدا ليبيا عن المجلس الوطني الانتقالي يضم محمود شمام، ومحمد العلاكي، وفتحي بن خليفة وأسامة الصيد. ويعتبر متتبعون للشؤون المغاربية أن استقبال رئيس الدبلوماسية المغربية للوفدين اتباعا في ظرف ثلاثة أيام يؤشر من جهة، على تحول قريب في موقف الجهتين المتصارعتين على السلطة في ليبيا، خاصة مع توالي تصريحات من الجانبين بالاستعداد للقبول بحل سياسي للأزمة الليبية وأن المغرب، من جهة ثانية، قد يدخل في وساطة بين الطرفين للدفع نحو هذا الخيار والمساهمة في وقف شلال الدماء الذي يسير على الأرض الليبية منذ أكثر من شهر. ويعزز هذا الطرح التصريحات التي أدلى بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي والذي أكد على "ضرورة الحفاظ على الوحدة الترابية والوطنية لهذا البلد الشقيق". وقد أصدرت الخارجية المغربية بلاغا عقب استقبال وفد المجلس الوطني الانتقالي شددت فيه على "موقف المملكة المغربية الداعم لحل سياسي يتمخض عن حوار مفتوح لكافة الحساسيات التمثيلية ويحافظ على مصالح الشعب الليبي ويستجيب لتطلعاته المشروعة". وأشار البلاغ إلى أن الشعب الليبي عانى كثيرا من هذه الأزمة التي خلفت آلاف القتلى وعشرات الآلاف من الجرحى ونفس العدد من النازحين، موضحا أن الوضع الإنساني الحالي في مصراتة تجسيد جلي لهذه المأساة. وأضاف أن حماية السكان المدنيين باتت حاليا أمرا ذا أولوية، بما في ذلك إقرار وقف فوري لإطلاق النار يتم التحقق منه دوليا. وذكر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري بأن القرار 1973 لمجلس الأمن "يتيح إطارا مرجعيا لمعالجة شاملة وكاملة لهذه الأزمة، ويشجع إيجاد حل يمكن ليبيا من استعادة استقرارها والشعب الليبي الشقيق من اختيار مستقبله بنفسه".