نظمت جامعة الملك فيصل في الأحساء صباح أمس (الأربعاء)، أعمال ورشة العمل الدولية «الجوجوبا الواقع والأمل مستقبل واعد للزراعة والصناعة والطب والبيئة»، برعاية من شريكها الاستراتيجي «أرامكو السعودية»، وبمشاركة علمية نوعية مع جامعة كمبردج العريقة ببريطانيا، وجامعة كوينز لاند بأستراليا والتي تعدُّ من أبرز الجامعات المهتمة بالبيئة والزراعة، وعدد من الجهات والجامعات والمؤسسات والشركات الدولية والعربية والمحلية، بهدف تبني زراعة نبات الجوجوبا وتكثيره للحد من زحف الرمال، والاستفادة من خصائص تدني حاجاته المائية، ومقاومته للملوحة والحرارة. كما تهدف «الورشة» إلى استكشاف أحدث الابتكارات والتقنيات في زراعة الأراضي الجافة وتطويع المورثات المقاومة للجفاف والحرارة واستخدامها في مكافحة التصحر لخدمة البيئة، وكذلك الصناعات القائمة على منتجاتها والاستخدامات الطبية والصيدلانية، والتعريف بأهمية الجوجوبا وإطلاع الباحثين والمستثمرين على أحدث التطورات في المجالات الزراعية والصناعية والحيوية الصيدلانية والطبية والوقود الحيوي وحماية البيئة ومستقبلها في العالم العربي، ووضع استراتيجية للتوسع في زراعة الجوجوبا والاستفادة من الصناعات القائمة عليه باستخدام التقنيات الحيوية الحديثة، وتوسيع الاستفادة من الخبرات العالمية في مجال الجوجوبا من خلال تشجيع التعاون العلمي مع الجامعات والمراكز البحثية الوطنية والدولية لنقل التقنية وتدريب الباحثين من طلاب الدراسات العليا والمستثمرين والمهتمين بالمجالات المختلفة للجوجوبا، وتشجيع شراكة التعاون الاقتصادي مع الشركات والمؤسسات الوطنية والعالمية لنبات الجوجوبا. وأكد مدير جامعة الملك فيصل الدكتور محمد العوهلي أن هذا المحفل العلمي يعزز تطلعات الجامعة لعقد شراكات علمية بحثية تعاونية مع الجامعات العريقة والشركات الكبرى في المملكة، وعلى رأسها شركة أرامكو السعودية، والتي يقدر لها دورها الفاعل في إنجاح هذا الحدث العلمي العالمي، والذي سيكون باكورة لفتح آفاق جديدة من التعاون في المجال العلمي للمحافظة على البيئة وخدمة المجتمع. وقال: «واحة الأحساء العريقة بنخيلها وتراثها وعلمائها وأهلها الطيبين ترحب بهذه الوفود العلمية والبحثية التي انتظمت في ورشة عمل دولية»، وأضاف: «كل هذا العطاء العلمي والبحثي يحتشد في هذه الورشة ليسلط الضوء على نبات الجوجوبا» والذي تعتزُّ جامعةُ الملك فيصل بأن تكون هي أول من أدخل زراعته في الوطن العربي، من خلال جهود كلية العلوم الزراعية والأغذية، ومحطة التدريب والأبحاث الزراعية والبيطرية بالجامعة عام 1984، بهدف توطينها ونشر زراعتها في المملكة، إيماناً منها بدورها الراسخ في خدمة المجتمع، وسعياً منها لخدمة البيئة من خلال تقديم الحلول الكفيلة بمكافحة التصحر، وزراعة المناطق الجافة، ووقف انجراف التربة. وأفاد العوهلي أن من أبرز أهداف زراعة «الجوجوبا» حالياً هو إنتاج البذور التي تحوي زيتاً فريداً ذا خصائص مميزة، يستخدم في الأغراض الصناعية الحيوية، بخاصة إنتاج المركبات التي تستخدم في صناعة الدواء والزراعة، وإنتاج الوقود الحيوي الأمر الذي يجعل من «الجوجوبا» محصولاً اقتصادياً وبيئياً واعداً للمناطق الجافة، مشيراً إلى أن إثراء هذه الورشة وحضور هذه المناسبة البحثية الدولية من هذه الكوكبة العلمية ترسخ مفهوم العمل البحثي الرصين، والعمل الجماعي المنهجي الذي يسهم في تطور الإنسان، والمحافظة على البيئة، ودعم وتنويع مصادر الدخل الوطني. من جانبها، أكدت كبير مهندسي شركة أرامكو السعودية المهندسة نبيلة تونسي أن «أرامكو» تستشعر أهمية دورها في أن تكون عاملاً محفزاً للنمو الاقتصادي، وذات تأثير إيجابي على مستوى المملكة وبيئتها، وكذلك أيضاً في المجتمعات التي تعيش وتعمل عليها، وأن تقدم القدوة الحسنة في بناء علاقات قوية مع جميع الجهات والمؤسسات الحكومية ذات العلاقة في مجالات عدة، كالاقتصاد والمعرفة والبيئة، مشيرة إلى أن هذه الجهود تتماشى مع عدد من أهداف رؤية المملكة 2030، مبينة أن أرامكو السعودية منذ أيامها الأولى توجت ذلك بالإعلان عن أول خطة رسمية لحماية البيئة عام 1963، وأنشأت إدارة مختصة لإدارة وتفعيل جهود ومبادرات أرامكو السعودية للمحافظة على البيئة. من ناحيته، عرّف ممثل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور يوسف الحافظ بأبرز مبادرات «المدينة» ضمن برنامج التحول الوطني 2020، والتي من المتوقع أن تسهم في تعزيز مخرجات البحث العلمي والتطوير التقني، ورفع مؤشرات البحث العلمي في المملكة من زيادة في عدد براءات الاختراع المسجلة، والأوراق العلمية المحكمة المنشورة، وتأسيس منشآت تقنية صغيرة ومتوسطة وما يرافقها من توليد للوظائف، مبيناً أن «المدينة» دعمت عدداً من البحوث الخاصة بهذا النبات. إلى ذلك، تناولت أعمال ورشة العمل «الجوجوبا الواقع والأمل مستقبل واعد للزراعة والصناعة والطب والبيئة» أوراق عمل قدمها نخبة من الباحثين والأكاديميين، من أبرزها: «الجوجوبا الديزل الحيوي»، و«الوقود المشتق من احتراق زيت الجوجوبا للمحركات المستقبلية»، و«استخدام زيت الجوجوبا في التشحيم الحيوي»، و«دراسة وتقييم زراعة هوهوبا في ظل ظروف المنطقة الوسطى من المملكة العربية السعودية»، و«الجوجوبا: إمكانية للتنمية المستدامة في مصر والتعاون الدولي»، وشملت فعاليات اليوم الأول معرضاً مصاحباً، كما ستضم فعاليات اليوم الثاني زيارة مختبرات التقنية الحيوية بكلية العلوم الزراعية والأغذية، ثم زيارة حقل زراعة الجوجوبا بمحطة التدريب والأبحاث الزراعية والبيطرية، ومن ثم الاطلاع على تجربة عملية لإكثار الجوجوبا والتمييز بين النباتات المذكرة والمؤنثة.