نظمت أرامكو السعودية بالتعاون مع جامعة الملك فيصل في الأحساء، ورشة علمية يومي الأربعاء والخميس 11 و12 ربيع الأول 1439ه الموافق 29 و30 نوفمبر 2017م، تحت شعار «الجوجوبا: الواقع والأمل»، بمشاركة العديد من المؤسسات العلمية المحلية والدولية، وذلك انطلاقًا من مسؤولياتها تجاه حماية البيئة وامتدادًا لمبادراتها الهادفة لزيادة المناطق الخضراء، وزراعة النباتات الملائمة لبيئة المملكة. ويأتي تنظيم هذه الورشة العملية في إطار شراكة إستراتيجية بين أرامكو السعودية وجامعة الملك فيصل، حيث تهدف الشركة من خلال هذه المبادرة إلى دعم توسعة زراعة نبات الجوجوبا في مناطق المملكة، لما له من خصائص مميزة مثل: القابلية العالية للنمو في المناطق الصحراوية، والري باستخدام المياه المالحة، والنمو لارتفاعات عالية تصل إلى ثلاثة أمتار، والعمر الطويل الذي قد يصل إلى أكثر من 100 عام، ما يسهم في زيادة الرقعة الخضرا، ومكافحة تعرية التربة وجذب الطيور المهاجرة وتقليل استهلاك المياه لأغراض زراعية. وألقت كبير المهندسين في أرامكو السعودية، المهندسة نبيلة التونسي، كلمة خلال فعاليات الورشة العلمية، أشارت فيها إلى أن مشاركة أرامكو السعودية في هذه الورشة تأتي استمراراً لمبادرات بيئية متعددة تبنتها الشركة، مثل: زراعة نبات القرم على شواطئ جزيرة تاروت للمحافظة على الثروة السمكية، ومحمية المها العربي في صحاري الشيبة في الربع الخالي، والعديد من المبادرات في زراعة النباتات لمكافحة التصحر وانجراف التربة، وتوفير المياه، وحماية البيئة، وذلك منذ إطلاق أول خطة بيئية للشركة قبل أكثر من 50 عامًا. وتهدف هذه الورشة العلمية أيضًا إلى تسليط الضوء على الاستخدامات الممكنة لنبات الجوجوبا في مجالات الطب والصناعات الغذائية والدوائية، إذ أثبتت الأبحاث العالمية والمحلية الفوائد المتعددة لزيت نبات الجوجوبا واستخدماتها الممكنة في صناعة الدواء والاستخدام كوقود حيوي. الجوجوبا نبتة الجوجوبا أو هوبا، تُعرف أيضًا باسم البندق البري، وهي عبارة عن شجرة زيتية صحراوية معمّرة، وموطنها الأصلي جنوب غربي قارة أمريكا الشمالية، وتزرع على نطاق تجاري لإنتاج زيت الجوجوبا، والاسم العلمي لنبات الجوجوبا هو Simmondsia Chinensis. ويعتبر نبات الجوجوبا من النباتات التي تتحمل الظروف البيئية القاسية كالملوحة والجفاف والحرارة العالية، وأظهر تأقلمًا واضحًا مع الظروف البيئية السائدة في المملكة. وأثبتت السلالات التي زرعت سواء في جامعة الملك فيصل أو مزرعة الخالدية في تبراك، في محافظة القويعية في الرياض، نجاحًا باهرًا من حيث التأقلم وسرعة النمو الخضري. وأعطت محصولًا مبشرًا بعد سنتين فقط من الزراعة، وبأقل قدر من الرعاية والاحتياجات المائية والغذائية، مما يدل على ملاءمة هذا النبات للمناخ السائد في المملكة، وبالتالي إمكانية زراعته كمحصول اقتصادي واعد متعدد الأغراض.