تعرض المصور في مكتب «الحياة» في جدة الزميل وائل السليماني صباح أمس (الإثنين) للاعتداء بالأيدي والشتم وسحب الكاميرا على يد وافدين يعملون لدى الشركة المنفذة لمشروع نفق ميدان طارق بن زياد (السفن) بطريق الأندلس في جدة. وكان الزميل كلف بتصوير عدد من المشاريع الجاري إنشاؤها في محافظة جدة لتضمينها تحقيقات صحافية حول أزمة الحركة المرورية التي تشهدها المحافظة والمشاريع المتأخر تنفيذها لحل مشكلة الاختناقات المرورية. وعلى رغم استئذان السليماني من أحد المهندسين في الموقع من الجنسية المصرية (ذكر أنه مدير المشروع) لتصوير الموقع، إلا أنه فوجئ بشخصين من الجنسية الأردنية وثالث من الجنسية المصرية، إضافة إلى بعض العاملين يلحقون به عند مدخل المشروع الذي كان خالياً وقت دخوله من الحراسات الأمنية باعتراضه والاعتداء عليه بالأيادي لسحب الكاميرا ومنعه من مغادرة الموقع، ما تسبب في إصابته بكدمات وخدوش في أصبع السبابة لليد اليمنى وتعرض ملابسه للعبث وإلحاق بعض الأضرار بكاميرا التصوير التي ظلت محجوزة لديهم حتى تمت مطالبتهم من مركز شرطة الشرفية في جدة باستردادها، إضافة إلى التعرض لشخصه بالسب والشتم الذي طاول «الأم» و«الأب». ولم يجد المعتدون مبرراً للاعتداء على مصور الصحيفة سوى إخراج قصاصة لصورة نشرتها إحدى الوسائل الإعلامية تسببت -وفق ما ذكروا- في إعفاء مدير المشروع من منصبه واتهام أحد الموظفين السعوديين للصحيفة تعمد أخذ الصور لإثارة مواضيع ضد الشركة المنفذة للمشروع. وفور إبلاغها بما تعرض له مصور الصحيفة، تدخلت الجهات الأمنية في مركز شرطة الشرفية الموقع وفتحت محضر إثبات للواقعة، بينما باشرت فرقة من الهلال الأحمر تقديم الإسعافات الأولية للزميل السليماني الذي أحاله مركز الشرطة إلى مستشفى الملك فهد للتأكد من حجم الإصابة ومدة الشفاء، إذ أثبت التقرير الطبي -وفق ما ذكره الاختصاصي في مستشفى الملك فهد حامد الحربي- وجود كدمات وخدوش في أصبع السبابة اليمنى، مفيداً أن المعتدى عليه بحاجة إلى فترة علاج تصل إلى أربعة أيام. وأكد مدير مركز شرطة الشرفية المقدم صالح العوفي ل «الحياة» أن شرطة محافظة جدة تسعى إلى تطبيق الأنظمة في حق كل من يثبت تورطه بالاعتداء، لافتاً إلى أن المركز طالب مندوبي الشركة المنفذة للمشروع إحضار المعتدين للتحقيق معهم، رافضاً حل الخلافات بمثل هذه الطريقة. وأشار إلى أنه وفق التقرير الطبي الصادر للزميل السليماني وبناءً على نتائج التحقيقات مع العاملين المتهمين بالاعتداء سيعَد محضر ومن ثم ستحال القضية فور انتهاء التحقيق بشأنها إلى الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات النظامية في مثل هذه القضايا. من جانب آخر، أبدى عدد من المواطنين استغرابهم من عدم اكتمال مشروع ميدان طارق بن زياد على الرغم من مرور نحو ثلاثة أعوام من البدء فيه، معلنين في حديثهم إلى «الحياة» عن معاناتهم اليومية نتيجة كثافة الحركة المرورية في شارع الأندلس، خصوصاً في الفترات الصباحية والمسائية. وذكر المواطن ناصر آل حباشل أنه يعاني يومياً من كثافة الحركة المرورية تحديداً في الفترة الصباحية أثناء توجهه لمقر عمله في قيادة حرس الحدود، مستغرباً عدم اكتمال المشروع على رغم البدء في أعماله منذ أكثر من ثلاثة مواسم، فيما أبدى المواطن سعيد باوزير استياءه من وضع الحركة المرورية الكثيفة حول ميدان طارق بن زياد، مرجعاً أسباب هذه الكثافة التي تتسبب في حوادث شبه يومية إلى الأعمال القائمة في الميدان لإنشاء النفق إلا أن المشروع طال العمل فيه لأعوام عدة، ما تسبب في مضايقة العابرين بشكل يومي للتوجه إلى أعمالهم التي غالباً ما يتأخرون بسبب كثافة الحركة المرورية التي تخنق المارة بمنطقة النفق الذي لم ير النور بعد.