رحلت الفنانة المصرية شادية (فاطمة أحمد كمال شاكر) مساء أمس، في مستشفى الجلاء العسكري حيث رقدت قرابة الشهر تتلقى العلاج إثر إصابتها بجلطة دماغية. وأطلقت خلال تلك الفترة إشاعات عدة حول وفاة الفنانة المصرية المتوارية منذ سنوات طويلة، قبل أن تخرج عائلتها مساء لتأكيد نبأ رحيلها عن 86 عاماً. ونشر الخبر حالاً من الحزن بين أوساط المصريين الذين تابعوا عن كثب أنباء مرضها، على رغم اعتزالها الفن فعلياً منذ قرابة 34 عاماً، عقب عرض مسرحيتها «ريا وسكينة» في العام 1983، وندرة ظهورها الإعلامي منذ ذلك الوقت، لكن الفنانة التي تعد واحدة من أبرز نجمات الجيل الذهبي للسينما والغناء، احتفظت طوال الفترة الماضية بمكانة خاصة لدى المصريين والعرب. ونقلت شادية إلى المستشفى في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري بعد استقرارها في مستشفى خاص لأيام، إثر تدهور حالتها الصحية، وأجريت لها عملية جراحية دقيقة في المخ. وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقرينته الفنانةَ القديرة في المستشفى للاطمئنان إلى صحتها. وقدم نقيب المهن الموسيقية الفنان هاني شاكر، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، العزاء إلى «الشعب العربي والأسرة الفنية بوفاة الفنانة الكبيرة». وشادية واحدة من قلائل استطعن الجمع بين التمثيل والغناء باحترافية شديدة واستحقت وصف «فنانة شاملة»، كما اشتُهرت ب «الدلوعة» خصوصاً مع بدايتها التي قولبتها ضمن أدوار الفتاة الشقية خفيفة الظل، قبل أن تُظهر قدرات تمثيلية رفيعة، وتجسد أدواراً متباينة. وكان فيلم «التلميذة» إنتاج العام 1962 نقلةً في حياة شادية، التي احتلت صورتها الأفيش آنذاك منفردة. وتنوع رصيد الفنانة الراحلة بين التمثيل السينمائي والمسرحي، كما ضم عدة أعمال وطنية، أشهرها «يا حبيبتي يا مصر»، من كلمات محمد حمزة ولحن بليغ حمدي. ولدت شادية في العام 1931، وبدأت مشوارها الفني عام 1947 بعدما اكتشفها المخرج السينمائي أحمد بدرخان، لكن انطلاقتها الفعلية كانت مع المخرج حلمي رفلة، حين لعبت دور البطولة أمام الفنان محمد فوزي في فيلم «العقل في إجازة».