واصلت القوات العراقية عملياتها العسكرية ضد تنظيم «داعش» في الصحراء الغربية والبادية في الأنبار، وأعلنت أمس قتل العشرات من عناصره وتدمير العديد من الأنفاق السرية، في وقت اعتبرت بعثة الأممالمتحدة في العراق أن التنظيم المتطرف ما زال قوة ماثلة في البلاد. وأعلنت الحكومة العراقية الأحد الماضي عن انطلاق عملية واسعة لتطهير وادي حوران غربي قضاء راوة غربي الأنبار من تنظيم «داعش» بمشاركة قيادة عمليات الجزيرة والبادية والفرقة السابعة في الجيش والحشد الشعبي. وقال القيادي في «الحشد العشائري» في الأنبار قطري العبيدي، إن «القوات الأمنية والقوات المساندة لها، تمكنت من تطهير منطقة الصخيريات جنوب غربي صحراء قضاء راوة غربي الأنبار»، وأضاف أن «منطقة الصخيريات تعد من أهم معاقل واختباء تنظيم داعش الإجرامي بعد وادي حوران». وأعلنت قيادة عمليات الأنبار أمس، تدمير العديد من أنفاق «داعش» خلال حملة لتطهير صحراء قضاء الرطبة غربي الأنبار «التي تعد من أهم معاقل اختباء مجرمي داعش في صحراء المناطق الغربية». وأضاف البيان أن «القوات الأمنية طوقت بالكامل محاور المناطق الصحراوية المستهدفة»، وأن «طيران الجيش وفر غطاءً جوياً كثيفاً للقطعات العسكرية المشاركة في عملية مداهمة معاقل اختباء مجرمي داعش». وأشارت عمليات الأنبار إلى أن «القوات الأمنية والقوات المساندة لها دمرت العديد من الأنفاق واستولت على أسلحة متنوعة». وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول في بيان، إن «قطعاتنا طهرت 50 في المئة من الصحراء الغربية البالغة مساحتها الكلية 29 ألف كيلومتر مربع، وقد انتهت الصفحة الأولى من المرحلة الثانية لعمليات التطهير وستشرع القطعات في التقدم لتطهير بقية المناطق الصحراوية، ومنها وادي حوران». وأوضح رسول أن «الوادي عميق ويصل إلى الحدود السورية، والمهمة هي تدمير كل الأوكار والمخابئ في الصحراء والوديان وصولاً إلى تأمين الحدود الغربية للعراق مع سورية». وتعتبر هذه العملية آخر العمليات التي من المتوقع أن يعلن في نهايتها رئيس الوزراء حيدر العبادي الهزيمة النهائية للتنظيم في العراق. في هذه الأثناء دان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش بشدة «العمل الإرهابي الذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين بين قتيلٍ وجريح في منطقة النهروان جنوب شرقي بغداد ليلة الإثنين الماضي». وشدد على أنه «على الرغم من هزائم داعش الإرهابي على يد قوات الأمن العراقية لا يزال هذا التنظيم يمثل قوةً ماثلة وعلى العراقيين أن يتوخوا اليقظة والحذر في الفترة المقبلة». وأضاف «أن العراقيين من خلال وحدتهم وقوتهم وتصميمهم سيسدّدون ضربة قاضيةً إلى الإرهابيين قريباً». وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم الذي وصفه متحدث باسم وزارة الداخلية بأنه «اعتداء إرهابي بواسطة انتحاريين إرهابيين اثنين قاما بإطلاق النار عشوائياً على المواطنين في منطقة النهروان». وقالت وكالة «أعماق» للأنباء الموالية للتنظيم، إن «الهجوم أوقع 35 قتيلاً من قوات الحشد الشعبي الشيعية التي تساندها إيران». ويقول مسؤولو أمن عراقيون إن التنظيم سيشن على الأرجح تمرداً بعد انهيار خلافته التي كان أعلنها وبعد طرد مقاتليه من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق.