أجرى برنامج «بانوراما» تحقيقاً سرياً على شاشة «بي بي سي»، كشف عن خسائر سنوية تقدر ببليون جنيه استرليني بسبب التهرب من ضريبة القيمة المضافة على الواردات إلى بريطانيا. وأفاد موقع «بي بي سي» الالكتروني ان فريق برنامج «بانوراما» هرّب بعض البضائع إلى بريطانيا وباعها على موقعي التجزئة «إي باي» و «أمازون» لتسليط الضوء على تكلفة جرائم الاحتيال التي تتكبدها بريطانيا. ووفق الموقع، نجح الفريق، في استيراد بعض البضائع من الصين وإدخالها إلى بريطانيا من دون سداد ضريبة القيمة المضافة أثناء مرورها عبر الحدود. وأعلنت «أمازون» و «إي باي» أنهما يأخذان التهرب من ضريبة القيمة المضافة على محمل الجد، وأنهما يعملان بالتعاون مع إدارة الجمارك والعائدات البريطانية لمكافحة هذه الممارسات. وللوصول إلى غايته أسس برنامج «بانوراما» شركة لإلقاء الضوء على الطريقة التي يتم بها التهرب من دفع الضريبة على البضائع المستوردة، وبالفعل استوردت الشركة سماعات تعمل بتقنية «البلوتوث» وبعض الحافظات الواقية للهواتف الجوالة من الصين. ونجحت الشركة في التهرب من سداد ضريبة القيمة المضافة التي بلغت قيمتها نحو 500 جنيه استرليني من دون أن تواجه أي اعتراض من هيئة الجمارك والعائدات. كما باعت الشركة بضائعها التي لم تسدد ضريبتها لموقعي «أمازون» و «إي باي». وقالت ميغ هيلير، رئيسة لجنة الحسابات العامة في مجلس العموم (البرلمان) البريطاني، ل «بانوراما»: «من الصادم أنه يمكنك القيام بذلك بسهولة ووضوح وجرأة. لذا نحتاج إلى التأكد من وجود نظم مفعلة لوقف ذلك». وقال مفوض الضرائب جيم هاررا للبرنامج: «لم يكن ينبغي أن تقوموا بذلك، لكن هل أصدق أنه يمكنكم التهرب من دفع الرسوم الجمركية على البضائع التي تدخلونها إلى المملكة المتحدة إذا أردتم ذلك؟ بالطبع لن تتمكنوا من ذلك». لكن «بي بي سي»، وفق موقعها الإلكتروني، سددت ما عليها من مستحقات لهيئة الجمارك والعائدات، وذلك بعد أن أدخلت الشركة التي أسسها برنامج «بانوراما» شحنتين دون سداد الضريبة المستحقة. وأخبرت شركة شحن محلية في الصين أحد مراسلي البرنامج، ادعى أنه مستورد بريطاني يعمل في شركة «بيلتون بارغينز» التي أسسها برنامج «بانوراما»، بأنه من الممكن التهرب من ضريبة القيمة المضافة إذا شحنت السماعات في طرد أكبر إلى هولندا ثم إلى المملكة المتحدة. وقال مسؤول الشحن: «إنها طريقة خاصة، ولن تضطر إلى دفع ضريبة القيمة المضافة». وبالفعل شحنت السماعات إلى المملكة المتحدة وتهربت الشركة من الضريبة التي بلغت قيمتها 312 جنيهاً استرلينياً. وأرسلت البضائع التي دخلت بريطانيا بطريق غير شرعي إلى مخازن «أمازون» قبل أن تعيد «بانوراما» شراءها، وبالفعل خزنتها «أمازون» وباعت تلك الأشياء التي دخلت إلى البلاد بطريق الاحتيال. وأفادت «أمازون» إن التهرب من سداد ضريبة القيمة المضافة لا يحدث في تعاملاتها. وأكدت: «لدينا طرق للتأكد من أن حسابات البائعين قانونية. وتم وقف نشاط «بيلتونز بارغنز» التي أنشأتها بي بي سي». وأضافت أنه لم يُطلب من الشركة رقم تسجيل ضريبة قيمة مضافة من قبل المسؤولين في «أمازون» لأنها شركة بريطانية، وقد تكون معفاة من هذه الضريبة. لكن شركة التجزئة الأميركية العملاقة لا تطلب من الشركات الأجنبية أيضاً رقم تسجيل هذه الضريبة طوال الوقت. تتبع «إي باي» بعض الأساليب للحد من تهرب البائعين الذين يتعاملون معها من دفع الضرائب المستحقة عليهم. وأجري بحث لحساب «بانوراما» في أيلول (سبتمبر) الماضي رجحت نتائجه أن أكبر البائعين الصينيين في أوروبا لدى شركة «أمازون» لا يعطون الشرطة أرقام تسجيل صحيحة لضريبة القيمة المضافة. لكن «أمازون» أكدت أن لديها أرقام تسجيل لهذا النوع من الضرائب لنحو 95 في المئة من البائعين الأجانب الذين يستخدمون مخازنها. وبالنسبة إلى الجريمة الثانية، سجلت الشركة التي أسستها «بانوراما» كبائع صيني على «إي باي». واستوردت 270 حافظة للهواتف الخليوية من دون دفع الضريبة المستحقة وسجلتها للبيع. ونجح البرنامج في إعادة شراء أحد الأغطية قبل أن توقف الحساب لأن «بيلتونز» بارغينز كانت شركة جديدة. وأفادت «إي باي» بأن وقف نشاط البائعين من الطرق التي تستخدمها للحد من التهرب من ضريبة القيمة المضافة، وهي الوسيلة التي كانت فعالة في حالة شركة برنامج بانوراما». وأضافت الشركة الأميركية العملاقة للتجزئة أنه «من خلال الوقف السريع للحسابات الجديدة، تستطيع «إي باي» التقليل من كل ممارسات الاحتيال».