تحول تشييع القتلى الذين سقطوا الأحد في حمص إلى تظاهرات احتجاجية تطالب بالحرية واسقاط النظام، في ما يمكن اعتباره ان البلاد دخلت في دوامة من الاحتجاج يعقبه سقوط ضحايا على ايدي قوات الامن ثم تشييع للضحايا يتحول بدوره مواجهات يسقط خلالها مزيد من الضحايا. واكد ناطق باسم الخارجية الاميركية ان الولاياتالمتحدة لا تعمل على تقويض الحكومة السورية، لكنه اكد انها تحاول تعزيز العملية الديمقراطية في سورية. وقال الناطق: «ينبغي (على الرئيس السوري) ان يلبي التطلعات المشروعة لشعبه»، وانه يعود الى هذا الشعب تقرير حجم الاصلاح ورقعته. في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم انه «لم يعد مقبولاً السكوت عن قطع الطرق والتخريب»، مشيراً الى ان ما حصل في قرية تبليسة قرب حمص، وسط البلاد، اول من امس «بالغ الخطورة» إذ «تم قطع طريق دولية، واعتداء مسلحين على رجال الشرطة وعمليات تخريب وحرق». وأفاد ناشط في مجال حقوق الإنسان أن «أكثر من عشرة آلاف شخص» شاركوا أمس في تشييع القتلى الذين سقطوا الاحد في تبليسة، وأطلقوا هتافات «تمجِّد الشهيد وتطالب بالحرية وبإسقاط النظام»، فيما اعتصم بعد الظهر نحو ثلاثة آلاف شخص في وسط حمص، ما قد يتحول ليلا الى مواجهات جديدة. وفي جسر الشغور، شمال حمص، دعا نحو نحو ألف شخص في تشييع جنازة رجل قالوا ان قوات الامن قتلته، الى اسقاط النظام. ولفت ناشط في حقوق الانسان في حمص الى ان المدينة في حال غليان، مضيفاً أن قوات الامن و»شبيحة» النظام يستفزون القبائل المسلحة منذ شهر، مشيراً الى ان المواطنين خرجوا بأعداد كبيرة الى الشوارع في مختلف المناطق في حمص ليل الأحد الاثنين، فأطلق الرصاص عليهم. وذكرت وكالة «سانا» الرسمية أمس ان بين قتلى الأحد في حمص 3 ضباط وبعض أفراد عائلاتهم، معلنة «استشهاد العميد خضر التلاوي وولديه وابن شقيقه بإطلاق النار عليهم من مجموعات إجرامية مسلحة مثلت بجثثهم»، إضافة الى «استشهاد العقيد معين محلا والرائد إياد حرفوش». وتضاربت المعلومات عن عدد القتلى الذين سقطوا الأحد في تبليسة، إذ ذكر شهود ان العدد تراوح بين سبعة و11 وعشرات الجرحى. وبحسب أحد الناشطين، فإن التوتر بدأ السبت في حمص «بعد ان سَلَّمت الاجهزة الامنية جثةَ شيخ يدعى فرج ابو موسى بعد اسبوع على اعتقاله سليماً معافى لدى خروجه من أحد المساجد». ومع استمرار المواجهات والتظاهرات الاحتجاجية في العديد من المدن السورية، استقبل المعلم أمس سفراء الدول العربية والاجنبية في العاصمة السورية وأكد أمامهم «ان التظاهر السلمي أمر نحترمه، ولكن قطع الطرق والتخريب والقيام بعمليات الحرق أمر آخر ولم يعد مقبولا السكوت عنه». واضاف «من يريد الإصلاح يعبر عن رأيه بطريقة سلمية (...) ولا يستخدم العنف والسلاح ولا يلجأ إلى التخريب وحرق مؤسسات الدولة وقطع الطرق» مؤكداً في الوقت نفسه «أن الإصلاح هو حاجة وطنية وهو أيضا عملية مستمرة لا تتوقف وتتطلب الأمن والاستقرار». ولفت المعلم الى ان ما حدث في قرية تلبيسة قرب حمص الاحد «يشكل أمرا بالغ الخطورة إذ تم قطع الطريق الدولية لساعات طويلة وجرى الاعتداء من قبل مسلحين على عناصر الشرطة التي كانت لديها تعليمات صارمة بعدم التعرض للمتظاهرين ما أدى إلى وقوع ضحايا في صفوف تلك العناصر مما تطلب تدخل الجيش». في غضون ذلك، اعلنت فرنسا انها تنتظر تطبيقاً فعلياً للاصلاحات التي اعلنها السبت الرئيس السوري وان تترجم هذه الاصلاحات بانهاء حملة القمع في سورية، فيما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس عن وثائق «ويكيليكس» أن الولاياتالمتحدة مولت سراً مجموعات من المعارضة السورية وبينها «قناة بردى» التلفزيونية التي تبث برامج تنتقد نظام الرئيس بشار الأسد.