تجددت التظاهرات الاحتجاجية في سورية، أمس، غداة مقتل 11 متظاهرا الأحد الماضي برصاص قوات الأمن السورية في منطقة حمص.وأفاد ناشطون في مجال حقوق الإنسان أن "أكثر من عشرة آلاف شخص" شاركوا أمس في تشييع ما لا يقل عن سبعة أشخاص قتلوا الأحد في حمص، وأطلقوا هتافات تمجد الشهيد وتطالب بالحرية وبإسقاط النظام".واعتصم بعد الظهرنحو ثلاثة آلاف شخص في وسط حمص في ظل غياب للقوى الأمنية. من جانبه أكد وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم لدى لقائه سفراء الدول العربية والأجنبية في دمشق أمس أن "ما حدث الأحد في قرية تلبيسة في محافظة حمص يشكل أمرا بالغ الخطورة, إذ تم قطع الطريق الدولية لساعات طويلة وجرى الاعتداء من قبل مسلحين على عناصر الشرطة, الأمر الذي تطلب تدخل الجيش" و شدد على أن "التظاهر السلمي أمر نحترمه ولكن التخريب لم يعد مقبولا السكوت عنه" مضيفا أن "هناك ضغوطا شعبية كبيرة تطالب الحكومة باستعادة الأمن والنظام". وكان ناشطون أفادوا في وقت سابق أن قوات الأمن استخدمت الأحد الرصاص الحي لتفرقة المتظاهرين في باب سباع في حمص (160 كيلومترا شمال دمشق)، مما أدى إلى وقوع سبعة قتلى بحسب ناشطين اثنين، وتسعة بحسب ناشط ثالث، في حين بلغ عدد الجرحى نحو العشرين. وبحسب الناشطين فإن التوتربدأ السبت في حمص "بعد أن سلمت الأجهزة الأمنية جثة شيخ يدعى فرج أبو موسى بعد أسبوع على اعتقاله سليما معافى لدى خروجه من أحد المساجد". وأضاف أحد الناشطين أن "التوتر ازداد الأحد لدى وصول الأخبار عما يجرى في مدينة تلبيسة المجاورة حيث قتل أربعة أشخاص الأحد وأصيب أكثر من خمسين بجروح برصاص قوات الأمن التي فتحت النارعلى حشد كان يشيع شخصا قتل السبت". وعزت السلطات السورية إطلاق النار في تلبيسة إلى "عناصر إجرامية مسلحة" مجهولة الهوية، وأكدت مقتل شرطي وإصابة 11 آخرين إضافة إلى جرح خمسة جنود على أيدي "هذه المجموعة الإجرامية". واعتبرت المعارضة أن إعلان الرئيس السوري بشارالأسد السبت عن إلغاء قانون الطوارىء خلال الأيام القليلة المقبلة غير كافٍ، ودعت إلى إطلاق الحرية الحزبية وإلى الإفراج عن المعتقلين السياسيين. ومع أن عدد المتظاهرين يبقى غيركبير فإن الحركة الاحتجاجية لا تزال تتسع جغرافيا عبر البلاد بحسب ما اعتبرأحد المعارضين.فقد تظاهر في درعا جنوب سورية أمس نحو 500 شخص بينهم 150 محاميا دعوا إلى سقوط النظام وإطلاق سراح المعتقلين، رافضين هيمنة حزب البعث على الحياة السياسية، بحسب ما أفاد ناشط في مجال حقوق الإنسان في هذه المدينة. كما تظاهر نحو 1500 شخص في بلدة جسر الشغور قرب إدلب (شمال غرب) أمس بعد جنازة متظاهر قتل في بانياس الواقعة جنوب جسر الشغور. وقاموا بقطع الطريق إلى حلب وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين ومعرفة مصير أشخاص مفقودين، بحسب ما أفاد ناشط آخر. وفيما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين أن فرنسا تنتظر تطبيقا فعليا للإصلاحات التي أعلنها السبت الأسد وأن تترجم هذه الإصلاحات بإنهاء حملة القمع في سورية، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية معلومات مستمدة من برقيات ديبلوماسية أميركية قالت إنها حصلت عليها، أشارت إلى أن إدارتي الرئيسين جورج بوش وباراك أوباما قدمتا مساعدات مالية لمنظمات معارضة سورية بهدف إثارة القلاقل داخل سورية.