قلل الرئيس السوداني عمر البشير من احتمال اندلاع ثورة شعبية لإطاحة نظام حكمه، على رغم قناعته بالتغيير. وجدَّد البشير دعوته الى قوى المعارضة للمشاركة في حكومة ذات قاعدة عريضة، كما نفى ان يكون لديه 9 بلايين دولار في مصارف بريطانية. وقال البشير في حديث مع صحيفة «الغارديان» بثته وكالة الانباء السودانية الرسمية، إن «حزب المؤتمر الوطني» الذي يتزعمه حصد 69 في المئة من اصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الاخيرة، موضحاً ان «الغرب وبعض الدوائر ظلوا يتحدثون عن التغيير في السودان منذ أكثر من عشرين عاماً»، مشيراً أيضاً الى أن الواقع يدلِّل على ان الشعب السوداني يزداد كل يوما تمسكاً بحكومته. وأضاف البشير: «نحن نؤمن بالتغيير، والتغيير إلى أفضل، لذا دعَوْنا إلى حكومة ذات قاعدة عريضة»، مؤكداً على نهج الحوار مع جميع الأحزاب والقوى السياسية، لافتاً الى أن أهم قضية يتم التحاور حولها هي صوغ دستور دائم للبلاد. ووصف ما يدور من أحداث وصراعات في بعض مناطق جنوب السودان بأنه «صراع داخلي»، مؤكداً التزام الحكومة بدعم واستقرار دولة الجنوب الوليدة. واتهم البشير اسرائيل بالاعتداء على السودان وضرب مواطنين في شرق البلاد، نافياً في شدة اتهام بلاده بتهريب سلاح إلى قطاع غزة. وعن المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحقه بارتكاب جرائم حرب وإبادة في دارفور، قال البشير إن السودان ليس عضواً في المحكمة، وإن مزاعم مدعي المحكمة لويس مورينو أوكامبو في حقه «سياسية وليست قانونية»، مشيراً «إلى ادعاءاته الأخيرة بأن لديه تسعة بلايين دولار في أحد البنوك البريطانية». وتابع أن «وزير الخزانة البريطاني والبنك نفسه نفيَا هذا الادعاء»، مؤكداً أن المحكمة الجنائية «تكيل بمكيالين». وفي ما يتعلق بعلاقات حكومته مع الولاياتالمتحدة الأميركية، قال البشير «إنهم كثيرو الوعود قليلو التنفيذ.. وأنه رغم ما حققناه من اتفاق للسلام الشامل، إلا أنهم مازالوا في مرحلة النيات الطيبة». إلى ذلك، ربط الاتحاد الاوروبي واميركا وكندا شروطاً لشطب ديون السودان باستكمال تنفيذ اتفاق السلام وتسوية أزمة دارفور. وتوصل شريكا الحكم «حزب المؤتمر الوطني» و «الحركة الشعبية لتحرير السودان» في اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في شان ديون السودان، الى اتفاق مبدئي باختيار بريطانيا لتبنّي حملة شطب السودان من الديون. وقال وزير شؤون مجلس الوزراء، القيادي في «الحركة الشعبية» لوكا بيونق، إن الاتفاق الذي توصل الية الشريكان في الاجتماعات الاخيرة في أديس أبابا، شمل ان يتحمل الشمال الديون كلها، منذ استقلال البلاد في اول العام 1956 وحتى الثامن من تموز (يوليو) المقبل، إلى جانب الاصول الخارجية والعمل الدبلوماسي المشترك لشطب الديون. وأوضح ان من ضمن ما اتُّفق عليه، ان تلتزم الدول الدائنة بأن تشطب الديون خلال عامين من انفصال الجنوب في تموز. وذكَّر بأن الطرفين اتفقا على معايير بديلة للاتفاق في حال فشلهما في الشطب، مشيراً الى اتفاق آخر يقضي بجمع كل ما يخص الجنوب وثقافته في المتاحف ودار الوثائق ليُرَحَّل إلى الجنوب. وأضاف بيونق أن هناك قضايا ينبغي ان يحدث اتفاق في شأنها، مثل الاحتياطي من العملات الاجنبية في المصرف المركزي، والعملة، وأنابيب ومعامل تكرير النفط. من جهة اخرى، قال الجيش السوداني إن مروحية عسكرية تحطمت قرب مطار مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور أمس، ما أسفر عن مقتل ركابها الخمسة، وجميعهم من العسكريين. وقال المتحدث باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد في بيان، إن مروحية عسكرية من طراز(Mi 17) تحطمت عندما كانت تحاول الهبوط في مطار الفاشر نتيجةَ عطل فني، وقتل جميع من كانوا على متنها، وهم خمسة عسكريين، مشيراً الى أن «ثلاثة من القتلى هم طاقم الطائرة، والاثنان الآخران راكبان. وأضاف الصوارمي أن «المروحية كانت في مهمة عمل إداري عادي في الفاشر، وأكد أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن تحطم المروحية ناجم عن خلل فني، نافياً أن يكون الحادث نتيجة لعمل عدائي». وكان مروحية عسكرية احترقت الأربعاء الماضي في قاعدة عسكرية قرب مطار الخرطوم، ما أسفر عن مقتل شخصين احدهما متأثراً بجراحه.