أكد «المجلس العسكري لثوار الفلوجة» صد 9 محاولات للجيش لاقتحام المدينة ببين 11 و17 الشهر الجاري، ولفت إلى أن المجلس لا يؤيد بعض أفعال «داعش»، ودان التفجيرات التي تطاول المدنيين في بغداد. وقال أحد القادة الميدانيين، طالباً عدم كشف اسمه في تصريحات إلى «الحياة» أمس إن «ثوار العشائر صدوا 9 محاولات كبيرة للجيش لاقتحام المدينة خلال الفترة من 11 إلى 17 الشهر الجاري، بعدها اتخذت قوات الجيش وضعا دفاعياً على أطراف المدينة في منفذيها الشمالي والشرقي». وأضاف إن «المجلس لم يمنح الشيخ علي الحاتم تفويضاً للتفاوض مع الحكومة. ولكننا في الوقت نفسه لم نعارضه. وترقبنا سير المفاوضات وأوصلنا رسائل واضحة مفادها أن عشائر الفلوجة وفصائلها المسلحة لا تريد أكثر من إبعاد الجيش ووقف القصف، وفي حال تحقق ذلك يمكن البحث في التفاصيل الأخرى». ولفت إلى أن «المجلس تبلغ من الحاتم قبول الحكومة هذه المطالب ولكننا فوجنا ليل 10 هذا الشهر بهجوم بري واسع، وأبلغنا أصدقاء في عمان أنهم فوجئوا بتصرف الجيش». وزاد: «بعد تقدم الجيش نحو الفلوجة بشكل مباغت قتل العديد من عناصرنا على مشارف المدينة ولكن تم منع الجيش من الدخول في معارك، ولم تفصلنا عنه سوى 300 متر في مناطق السجر والصقلاوية واستطعنا أعطاب عدد من آلياته». وأكد القيادي في المجلس أن «الجيش يتخذ منذ أسبوع وضعية دفاعية لكنه يواصل قصف المدينة عشوائياً بالمدفعية الثقيلة والراجمات ومروحيات الجيش ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة بعد مقتل وإصابة المئات منا». ولفت إلى أن «وجهاء المدينة ورجال الدين يخشون تكرار سيناريو حصار حلب في سورية،من خلال قصفها بشكل مستمر ومنع دخول الأغذية لاستنزاف المدينة وإجبارها على الاستسلام». وكشف المصدر أن «مجلس ثوار العشائر يواصل جهوداً سياسية لحل الأزمة وأرسلنا رسائل أخوية إلى عدد من مشايخ عشائر الجنوب لتبيان موقفنا وحقيقة ما يجري. ولكن يبدو أنهم محرجون من اتخاذ موقف لخوفهم من الحكومة التي تمنع الوساطات بأي شكل من الأشكال». ولفت إلى أن «مجلس الفلوجة يعلم بوجود خطة لاقتحام المدينة من أبناء عشائر الرمادي ممن تطوعوا في تشكيلات أمنية وبمساعدة الجيش. وكان من المفترض أن تتم الخطة قبل أسبوعين ولكن تدخلات شيوخ كبار من الأنبار أرجأ الهجوم لما قد يسببه من فتنة بين عشائر الأنبار». وعن تنظيم «داعش»، قال إن «عمليات التنظيم تجري من دون تنسيق مع مجلس الثوار ونحن لا نؤيد بعض أفعاله، كما أننا ندين التفجيرات التي تطاول المدنيين في بغداد، وللأسف فالحكومة تقوم بممارسات استفزازية لاستثارة المشاعر الطائفية، فما المبرر من إغلاق جامع أبو حنيفة في الأعظمية هذا اليوم (أمس)؟». إلى ذلك، اتهم خطيب الجمعة في الفلوجة الشيخ علي الحسن أمس، رئيس الوزراء نوري المالكي «بزج ميليشيات مع الجيش لإبادة السنة في الأنبار (...) ونستغرب صمت عشائر الجنوب والمرجعية على ما يحدث». وأضاف أن «أهل الفلوجة كان لهم موقف بطولي ذكره التاريخ عندما أرسل المئات من الشاحنات المحملة مساعدات خلال أزمة الفيضانات التي ضربت محافظات الجنوب العام الماضي». وتابع «ننتظر موقف المرجعيات الدينية وعشائر الجنوب التي عليها إيقاف المالكي ومحاسبته على الجرائم التي يرتكبها ضد أهل العراق في الأنبار وسحب أبنائهم من الجيش الطائفي والميليشيات المأجورة ومحاسبة من ارتكب المجازر الوحشية في الفلوجة والرمادي». من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع أمس أن طيران الجيش دمر ورشة لتصنيع العبوات الناسفة وتفخيخ السيارات في الفلوجة، وأوضحت في بيان أن «الطائرات المروحية قامت بتوجيه ضربات ناجحة لأوكار «داعش» الإرهابي في مناطق محيط الفلوجة والكرمة». وأضاف أنه «تم أيضاً ضرب عدة أوكار للإرهابيين وأكداس عتاد في المناطق السكنية التي عمدت عصابات داعش لإغراقها بالمياه بعد إغلاق سد الفلوجة لإخلائها من ساكنيها لتكون أوكاراً لهم يستطيعون من خلالها تنفيذ أهدافهم». وفي بيان آخر ل «قيادة عمليات الأنبار» أعلن «مقتل خمسة قياديين عرب من تنظيم (داعش) في عملية أمنية وبإسناد مدفعي غرب الفلوجة»، وأوضح البيان إن «قوة من قيادة الفرقة الثامنة في الأنبار، وبإسناد مدفعي، تمكنت من ضرب تجمع لتنظيم داعش قرب منطقة الحلابسة، غرب الفلوجة، وتدمير عربة تحمل رشاشة أحادية ومقتل 5 من القياديين العرب للتنظيم». وفي الرمادي ، أفاد مصدر في «قيادة عمليات الأنبار»، أنه تم فرض حظر التجول في عموم المدينة حتى إشعار آخر، وعزا سبب القرار إلى «ورود معلومات أن المسلحين يستعدون لشن عمليات إرهابية». وفي بغداد أفادت مصادر في الشرطة أمس أن 11 شخصاً أصيبوا بانفجار عبوة ناسفة استهدفت زوار الأمام موسى الكاظم في منطقة الكاظمية. وأوضحت المصادر أن «عبوة ناسفة كانت موضوعة على جانب طريق في ساحة الزهراء، في منطقة الكاظمية، انفجرت ظهر أمس، مستهدفة زوار الإمام ، ما أسفر عن إصابة 11 منهم بجروح متفاوتة».