رأى البروفسور الفرنسي جان جوزيل، الحائز جائزة نوبل للسلام، أن الاحتباس الحراري المرتبط بغازات التلوّث، هو مسؤولية كل فرد على سطح الكرة الأرضية، إضافة إلى كونه مسؤولية الدول والمؤسسات المختصّة. جاء ذلك في محاضرة ألقاها جوزيل أخيراً في جامعة البلمند في لبنان، ضمن نشاطات عن التعاون بين دول البحر الأبيض المتوسط. وحض جوزيل على بذل جهود شاملة لمواجهة مشكلة الاحتباس الحراري، التي اعتبرها ظاهرة كونية. ولأن هذه الظاهرة ترتبط، كما هو معروف، بانبعاث غازات التلوّث المتأتية من احتراق الوقود الأحفوري (نفط، غاز، فحم حجري...)، حضّ جوزيل على تكثيف الجهود للحدّ من انبعاث هذه الغازات، خصوصاً ثاني أوكسيد الكربون. وربط أيضاً بين الاحتباس الحراري وظاهرة التصحّر التي تهدد الأمن الغذائي للبشر، كما تخلق أزمة نزوح ومتغيّرات ديموغرافية وسياسية شتى، تعتبر من الجذور الرئيسة للحروب والإرهاب. ورأى جوزيل أيضاً أن مكافحة غازات التلوّث يجب أن تترافق مع إلتزامات دولية تكون أكثر طموحاً مما توصّل إليه مؤتمر «كوب 15» (2009) في الدنمارك. وأشار إلى أن تداعيات الاحتباس الحراري تتضمن ذوبان الثلوج في قطبي الأرض المتجمدين، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى المياه في المسطحات المائية الكبرى عالمياً، ويترافق هذا مع فيضانات، وغرق أراضٍ زراعية، وتهديد بزوال مدن وجزر وغيرها. وأشار إلى أن ارتفاع حرارة الأرض يولّد ظاهرة زيادة تحمّض البحار والمحيطات، ما يهدد المصادر الأولية للغذاء فيها، ويفاقم ظاهرة التناقص المضطرد في أنواع الكائنات البحرية، إضافة الى تأثيره سلبياً في الشعاب المرجانية. وأخيراً، دعا جوزيل، الذي كرّمته جامعة البلمند بمنحه درعها، إلى وضع استراتيجيات للتأقلّم مع متغيّرات المناخ، مشيراً إلى أن مقاومة الاحتباس الحراري يمكنها أن تكون رافعة جديّة للتنمية.