ناشد مجلس محافظة الأنبار الحكومة الاتحادية بالتريث في إعادة أفراد العائلات النازحة الى مناطقهم، الى حين إعادة تأهيل البنى التحتية الضرورية لضمان توفير الخدمات الأساسية اللازمة في المناطق المحررة، فيما أعلنت السفارة الأميركية في بغداد امتلاكها معلومات عن حصول حالات إرغام نازحين في الأنبار وصلاح الدين على مغادرة مخيماتهم. وقال الناطق باسم مجلس محافظة الأنبار عيد عماش، في تصريح ل «الحياة»، إن «المئات من العائلات النازحة أُعيدَت قسراً ومن دون سابق إنذار الى مناطقها بدءاً بسكان ناحية عامرية الفلوجة، إذ تمت إعادة 200 عائلة أول من أمس. وبعد ساعات من انطلاق الحافلات التي تقلهم الى مناطقهم، أعيدَت 50 عائلة منهم الى مخيم النزوح بسبب وجود شبهات بتورط ذويهم مع داعش، وهذا لا خلاف عليه لأن ضبط أمن المناطق المحررة أمر لا بد منه، لكنّ نازحي مناطق راوة وعانة والقائم تم إبلاغهم بإعادتهم الأسبوع القادم الى مناطقهم على رغم عدم توافر البنى التحتية اللازمة ناهيك بتضرر جميع المنازل بفعل عمليات التحرير». وأضاف أن «إعادة آلاف العائلات التي نزحت من المناطق المشار اليها قسراً الى منازلها ستؤذيهم وتزيد من معاناتهم مع فقدان الخدمات الضرورية وتضرر المأوى، وقدمنا اقتراحات الى الجهات المشرفة على إعادة النازحين في المحافظة من بينها نصب مخيمات في داخل المناطق المحررة لإيواء العائلات التي تهدمت منازلها، لكن حتى الآن لا إجراء في ذلك». وأضاف أنه «ستتم إعادة سكان الصقلاوية والفلوجة والرمادي وتلك المناطق لم تتضرر في شكل كبير، لكن أن تصدر أوامر عليا بإعادة سكان حي الريحانة في راوة أمر غريب كون أكثر من 80 في المئة من المنازل مهدمة بسبب العمليات العسكرية ونرى أن تلك الإجراءات مستعجلة وغير مدروسة وقد تشكل خطراً على العائلات لا سيما في موسم الشتاء الحالي». ولكنّ مصدراً في محافظة الأنبار أكد ل «الحياة»، أن «الخطر الذي يحدق بعودة عائلات النازحين الى مناطقها يتمثل في وجود مجاميع أخذت على عاتقها الثأر من العائلات النازحة التي ينتمي أحد أفرادها الى داعش، ناهيك بتردي الأوضاع الخدمية والمعيشية في مناطق سكناهم الأصلية». وأضاف انه «تم التباحث مع قيادة العمليات في تلك المناطق، حيث اتخذت التدابير اللازمة لمنع تلك الحالات، ناهيك بتأخير عودة نازحي المناطق المتضررة عسكرياً لحين تهيئة الخدمات اللازمة». وكانت السفارة الأميركية أكدت في بيان أمس، «دعم حكومة الولاياتالمتحدة لعودة آمنة وكريمة وطوعية للذين نزحوا بسبب العمليات العسكرية الرامية الى هزيمة داعش»، ولكنها أشارت إلى أنها «تتابع بقلق شديد التقارير التي تفيد بوجود حالات إرغام للنازحين على مغادرة مخيمات ومراكز النزوح في محافظة الأنبار وفي مناطق أخرى، بما فيها أجزاء من صلاح الدين». وتابع البيان أنه «في الوقت الذي نؤيد فيه بقوة مبادرات حكومة العراق الرامية إلى مساعدة النازحين في العودة إلى ديارهم، إلا أننا نرى أن السبيل الحقيقي لإنجاح هذه المبادرات هو في أن تحظى بالموافقة الكاملة والواعية من الأفراد والأسر المعنية». وأوضحت السفارة أن «إرغام الأفراد على العودة قبل أن يصبحوا مستعدين وشاعرين بالأمان للقيام بذلك يهدد مصالحهم وسلامتهم، وقد يؤدي إلى تهجيرهم مرة أخرى، وعلى السلطات الاتحادية والمحلية أن تضمن عودة آمنة وطوعية للنازحين». يذكر أن الآلاف من العائلات نزحت من المحافظات والمناطق التي كان تحت سطوة «داعش»، مع انطلاق عمليات تحريرها من جانب القوات العراقية المشتركة (الجيش، قوات مكافحة الإرهاب، والشرطة، والحشد الشعبي والحشد العشائري).