على مسافة أمتار من المتحف المصري في وسط القاهرة، وقَّع عالم الآثار المصري زاهي حواس، طبعة جديدة من موسوعة «الأهرامات والجيزة»، بصحبة شريكه في إنجاز العمل، الأميركي مارك لينر. تسرد الموسوعة، التي شاركت الجامعة الأميركية في القاهرة في إصدار طبعتها الجديدة مع دار «ثيمز أند هادسون»، تاريخ منطقة أهرام الجيزة وأهم الاكتشافات المتعلقة بها. وتتطرق إلى رحلة الإنسان الآلي (الروبوت) الذي التقط أول صور داخل أروقة الهرم الأكبر، كاشفاً عدداً من أبوابه السرية. وتدحض موسوعة «الجيزة والأهرامات» مزاعم المشككين في الحضارة المصرية، وتقدم أجوبة شافية عن التساؤلات في شأن ما سميّ «الفجوة» داخل هرم خوفو التي أعلن فريق بحثي أخيراً اكتشافها باستخدام تقنيات متقدمة، مشيراً إلى أنها في حجم طائرة. واستغرق إعداد الموسوعة نحو عشرين عاماً، وسبق أن صدرت منها طبعات عدة عن دور نشر عالمية، في الولاياتالمتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا. وأوضح حواس أن بعثة «سكان بيراميدز» (مسح الأهرام) التي بدأت عملها قبل نحو سنتين تسرّعت في إعلان اكتشافها تجويفاً ضخماً داخل الهرم الأكبر، وكان عليها التريث إلى حين التيقن من أنها توصلت إلى «حقيقة علمية». واعتبر حواس الذي سبق له تولي منصب وزير الآثار في مصر، أن الفجوة «ليست كشفاً جديداً»، إذ لاحظت بعثات علمية عدة وجود عدد منها منذ سنوات طويلة، لافتاً إلى أنها استخدمت في مراحل معينة من عملية بناء الهرم لتتيح للعمال الحركة داخل الحيز الصخري، وكان بعضها يردم، وبعضها الآخر يترك على حاله. وأكد أن الهرم الأكبر الذي يعد من عجائب العالم القديم، ما زال يحوي كثيراً مِن الأسرار التي تحتاج إلى جهود علمية لاكتشافها، واصفاً ما يسمى اكتشاف فجوة داخل الهرم الأكبر بالعمل «الدعائي» الذي لا يراعي الأصول العلمية. وبعثة «سكان بيراميدز» تجري دراسات بحثية لمعرفة التكوين المعماري الداخلي للهرم الأكبر وسر بنائه، وقرر وزير الآثار المصري خالد عناني تأليف لجنة برئاسة زاهي حواس، وعضوية علماء من الولاياتالمتحدة الأميركية وتشيخيا لمراجعة النتائج التي تتوصل إليها البعثة، معتبراً أن عملها لم يكتمل بعد. يذكر أن حواس اختارته إيطاليا ليكون شخصية عام 2017 الثقافية، وكرمته في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بمنحه جائزة «النجمة الذهبية» تقديراً لجهوده في التعريف بأسرار الحضارة المصرية القديمة. أما شريكه في موسوعة «الأهرامات والجيزة» مارك لينر، فهو أستاذ في الآثار المصرية، درس علم المصريات وحصل على درجة الدكتوراه فيه عام 1990، وكان مديراً لمشروع أبي الهول برعاية مركز البحوث الأميركي في مصر. كما شارك في بعثات أثرية رسمية مصرية، ومن مؤلفاته «الأهرامات الكاملة» (1997)، وجمعته علاقة عمل بحواس بدأت قبل نحو أربعين عاماً، وتمحورت حول الشغف بكشف أسرار الحضارة الفرعونية.