أسعدني خبر نشرته الصحف المحلية عن ابتكار ثلاث طالبات يدرسن في ثانوية رجال ألمع كرسياً متحركاً للمعاقين يساعدهم في الاستحمام والاغتسال بسهولة. أعجبني في الاختراع بحثه عن سبل الراحة لذوي الاحتياجات الخاصة الذين يجدون صعوبة بالغة في الاستحمام والاغتسال إلا بمساعدة أشخاص آخرين وأعجبني أن الموضوع برمته لفت نظرهن وهن فتيات صحيحات البدن، وأعجبني أن الموضوع شجعته المديرة والمشرفات والمعلمات، وأتمنى أن ترعاه جهة تهتم بهذا الشأن الاجتماعي الإنساني الصحي النفسي وأن تسجل براءة الاختراع لمن فكر ولمن شجع ولمن أسهم فيه وأن تكرم الطالبات لتفكيرهن في هذا العمل الجميل الرائع الذي يخدم فئة من الناس غالية على قلوبنا وتحتاج إلى تسهيل حياتهم بالطرق كافة. لفت نظري «اسم المدرسة» مع احترامي للاسم، وأتمنى لو وجد المسؤولون فرصة لتغييره بحيث تكون أسماء المدارس التي تدرس فيها الفتيات بأسماء أنثوية وليست «رجال ألمع» بعد هذا الاختراع الجميل أرى أن يتم تحويله إلى ثانوية فتيات ألمع، أعتقد بأنه سيكون له أثر جميل في نفسيات الفتيات وعطائهن وسيشجعهن على بذل مزيد من الجهد والابتكارات الجميلة، خصوصاً الابتكارات ذات البعد الإنساني. وربما كان الأسبوع نفسه أسبوع الاختراعات والابتكارات، فقد نشرت صحيفة «الحياة» خبراً أيضاً عن تمكن الطالب المبتعث علي يتميم المنتشري ضمن بحوثه لنيل درجة الدكتوراه في الهندسة بجامعة تكساس الأميركية من إصدار براءتي اختراع لتصميمه نظاماً طبياً للكشف المبكر وتصنيف درجات سرطان البروستاتا، من خلال معالجة الإشارة الرقمية، وتطوير نظام اتصال خاص بذلك، إضافة إلى المشاركة بثمانية بحوث علمية في مؤتمرات علمية. (أولادنا وشبابنا وفتياتنا ونساؤنا يبدعون لو أتيحت لهم الفرصة) فقط يحتاجون بيئة تكتشف مواهبهم وتشجعهم عليها. ما زلت أذكر مبتكراً سعودياً جيء به على قناة «إم بي سي» يشرح اختراعه الذي لم يجد صدى وفاتني في الحقيقة تسجيل اسمه، رغم انبهاري بما شرحه عن سيارة تم تطويرها بحيث يتمكن صاحب السيارة فقط من فتحها باللمس لو فقد المفتاح وهي سيارة تصلح أيضاً للمعاقين لسهولة التصرف وفتح أبواب السيارة وغيرها «لا أذكرها الآن» ما لفت نظري أن المخترع كان غاضباً لأنه لف باختراعه على الجهات المسؤولة والشركات ولم يجد قبولاً وفي الوقت نفسه لم يجد إعانة من أي من الجهات ليستمر في ابتكاراته التي تحسب له وتحسب لبلادنا ولو جاءت من اليابان لهللنا فرحاً بالاختراع ولأعجبنا بالذكاء الخارق الذي جعلهم يفكرون في كل هذه الأساليب الذكية. تم تصويره في منزله الذي حوله إلى ورشة خاصة مليئة بالعِدد والمكائن والأدوات المختلفة التي صفها ورتبها بعناية فائقة لم أترك هذا الموضوع من دون أن أترك لكم اسمه الذي سأبحث عنه حتى أجده إذا وجدت الحلقة على «يوتيوب» بحول الله. أذكر قبل ثلاث سنوات أو أقل جاءت طالبة لمكان العمل مقدمة استمارات استبيانية عن مدى معرفتنا بوجود مؤسسات ترعى الموهوبين وكنت مهتمة بأن أقابلها لأعرف منها كم عدد المبحوثين الذين أجابوا (بنعم نعرف) فوجئت بها تقول لي إن 4 أشخاص فقط يعلمون أن هناك أماكن ترعى الموهوبين وتقدم الابتكارات من أصل 64 موظفة وموظفاً على اختلاف تخصصاتهم، ما يعني أننا بحاجة للإعلان عن هذه المراكز وعن كيفية التسجيل فيها وعن كيفية طلب الاستعانة بهم لدعم اختراع ما، وهل لهم موقع إلكتروني أم لا؟ وأين مواقعهم وكم عددهم في مدينة من مدننا؟ وكم اختراعاً تم رعايته؟ نريد فعلاً التصفيق عالياً لهؤلاء مهما بلغت بساطة ابتكاراتهم، التشجيع سيحفزهم على المزيد حتى نفرح وإياهم، ونردد هذا فعلاً خبر جميل. [email protected]