منذ بدايتي في ممارسة الفنون التشكيلية قبل التخرج عام 1408ه، وأنا ألحظ متغيرات عدة في مجال الفنون التشكيلية والرسم بالسعودية، وقد تكون تلك المتغيرات طبيعية لما يشهده حراك التشكيل والرسم للمنظومة العالمية بشكل عام، ولكن من الملاحظات أو المتغيرات، إن صح التعبير، لمسيرة التشكيل السعودي هو ما حدث من نقلة نوعية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وذلك لأمور عدة كان من أهمها بل ومن أبرزها هو انتقال كامل للفن التشكيلي من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة الثقافة والإعلام قبل ما يزيد على أربعة أعوام، أي في بداية العهد الزاهر الذي تشهده بلادنا منذ تولي الملك عبدالله زمام ومقاليد الحكم، إذ كانت تلك المرحلة للفنون التشكيلية بمثابة نقلة نوعية جديدة، وهذا لا يقلل من شأن رعاية الشباب، ولكن يزيد من قوة ذلك المجال بكامل خبراته وشموليته باعتباره ركيزة أساسية من فروع الثقافة المتنوعة كالأدب والقصة والمسرح وما إلى ذلك من مجالات ثقافية متعددة، ولذلك أقول إن انتقال الفن التشكيلي إلى وزارة الثقافة كان صائباً ومن الحكمة التي تعود على الجميع بالنفع ومن ثم الانتاج. وعليه أعود وأقول إن مثل تلك النقلات أحدثت مراحل إيجابية ومتجددة تشهد لذلك العهد الزاهر بالرقي والتقدم في شتى المجالات، ومنها الفنون التشكيلية السعودية التي تمثل بلادنا العامرة في صرح يترجم المعاني الحقيقية والسامية لعموم الثقافة. وبدوري ونيابة عن فناني المملكة التشكيليين أهنئ مقام خادم الحرمين بسلامته وعودته لشعبه سالماً غانماً معافى ليقود الحركة الفكرية والثقافية للبلاد، التي طالما مثلت الأمة أجمع في كثير من ميادين العلم والأدب والثقافة التي من ضمنها ما تحدثنا عنه في الأسطر السابقة، ذلك المجال الذي نال نصيبه من خادم الحرمين دعماً مادياً ومعنوياً وتشجيعاً، ذلك المجال الذي يمثل لغةالشعوب باللون والفكرة، ومن ثم حقيقة المعنى، فكلنا أمل ورجاء أن نحقق جميعاً الهدف المرجو والمشهود الذي تصبو إليه بلادنا وأمتنا من خلال ذلك المجال الرحب الذي يترجم جزءاً من ثقافتنا المحلية للطرف الآخر، وممثلاً لدور الثقافة في كثير من المناسبات والندوات والمعارض التي لا تخلو منها ساحاتنا العامرة بالكثير من مناطقنا. عبدالله مكني رئيس جماعة الباحة التشكيلية سابقاً [email protected]