استمرت تداعيات العواصف الترابية، التي ضربت مدينة النجف منذ يومين عبر حالات اختناق أصابت الكثيرين وأدت الى وفاة 13 شخصاً. وأكد مختصون ان المنطقة ستشهد صيفا حاراً مع استمرار العواصف الترابية. وأدت العواصف الاخيرة الى اغلاق مطار النجف مرات عدة بوجه الرحلات الجوية التي تحمل مئات المسافرين القادمين من دول العالم لزيارة الأماكن المقدسة في العراق، ما ألحق اضراراً اقتصادية بالمدينة. وعزا مدير الأنواء الجوية في النجف كريم الأسدي، أسباب العواصف الترابية المتواصلة الى «زيادة الرقعة الصحراوية للعراق لقلة الأمطار في المواسم السابقة، وانحسار المناطق الزراعية بخاصة مع انخفاض منسوبي مياه نهري دجلة والفرات الى حد لم تصل إليه سابقاً بسبب سياسات الدول المجاورة فضلاً عن مشكلة الاحتباس الحراري». وأضاف الاسدي سبباً آخر وراء موجة العواصف المستمرة، وهو «وقوع النجف على أطراف الصحراء الغربية ما يجعلها تتأثر بالعواصف المتكررة» وتوقع «ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف الحالي عن السنين السابقة». و أشار الى «أهمية إنشاء أحزمة خضراء بطول 20 كم وعرض 2 كم، تبعد عن المدينة مسافة 40 كم». وأكد الاسدي ان «تأثير العواصف الترابية مباشر على الرحلات الجوية القادمة الى النجف». وعبّر عن استغرابه لافتقار المطار لدائرة خاصة بالأنواء الجوية، مطالباً المعنيين في المحافظة ووزارة النقل وإدارة المطار الانتباه الى «أهمية وجود الدائرة المعنية بالأنواء الجوية في المطار»، واصفاً خلو المطار منها ب «الكارثة». وشكا الأسدي من «إهمال دائرته على رغم وجود المطار الدولي واختيار النجف عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2012 وتوافد آلاف الزوار إليها يومياً من مختلف دول العالم» مبيناً أن «الدائرة لا تزال تعتمد في عملها على أجهزة عمرها 30 عاماً والكثير منها تالفة ولا تصلح للرصد الجوي». وكان عضو مجلس محافظة النجف جواد الكرعاوي اعلن موافقة المجلس على مقترح يقضي بزراعة مليون شتلة في مناطق مختلفة من المحافظة استعدادا لتتويجها عاصمة للثقافة الإسلامية في العام المقبل. وقال إن «الهدف من المشروع هو زيادة المساحات الخضراء المزروعة فعلاً وذلك لإظهار المحافظة في كل مناطقها بمظهر أجمل في العام المقبل حيث ستتوج المحافظة عاصمة للثقافة الإسلامية». وأوضح أن «هناك مبلغ 6 بلايين دينار عراقي مخصصة لزراعة وتشجير المحافظة من ضمن المبالغ المخصصة لمشروع النجف عاصمة الثقافة، ومنها سيتم تمويل مشروع زراعة مليون شتلة». واوضح الكرعاوي «تم تشكيل لجنة لهذا الغرض، ستقوم باختيار أنواع الشتلات المزمع زراعتها وطريقة تنفيذ المشروع». الى ذلك أكد معاون صحة النجف الدكتور فلاح المحنة ل «الحياة» ان «العاصفة الترابية الاخيرة سببت دخول المئات من الاهالي الى المستشفيات» مشيراً الى «وفاة 13 فردا قضوا بحالات اختناق نتيجة العاصفة». ولفت الى «زيادة نسبة اعداد المراجعين لمستشفيات المحافظة بسبب العواصف الترابية هذا العام ب 20 في المئة عن العام السابق». وتابع ان «اغلب المصابين يتلقون العلاج ويخرجون من المستشفيات سريعا». وبيّن أن «المستشفيات والمراكز الصحية في المحافظة أخذت جميع احتياطاتها لاستقبال الحالات الطارئة لمرضى الجهاز التنفسي سواء الكبار في السن أو الصغار جراء موجة الغبار التي تشهدها المحافظة بين الحين والآخر». وتتسبب هذه الرياح المحملة بالغبار والأتربة في تدني مستوى الرؤية الأفقي على رغم أنها تساعد في خفض الحرارة خلال النهار، وقد دفع تكررها الى انتشار ظاهرة لبس الكمامات الواقية من قبل اهالي المدينة بعدما كانت محصورة بالافواج السياحية الاجنبية.