يهيء «التحالف الكردستاني» لوساطة كردية جديدة بين ائتلافي «دولة القانون» و «العراقية» لتسوية خلافات باتت تهدد مصير الحكومة التي لم يمض على تشكيلها ثلاثة شهور. وفيما جددت «العراقية» تحذيرها من انهيار الحكومة في حال عدم تنفيذ اتفاقات سياسية سابقة، أكد ائتلاف رئيس الوزراء نوري المالكي أن الحوار هو السبيل للتسوية. وتشهد العملية السياسية خلافات تتعلق بتأخر تنفيذ الاتفاقات التي جرت في أربيل في كانون الثاني (يناير) الماضي وأفضت الى رئاسة اياد علاوي الذي هدد باحتمال الدعوة الى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة. وقال القيادي في «التحالف الكردستاني» فرياد راوندوزي في تصريح الى «الحياة» إن رئيس الجمهورية جلال طالباني «دخل على خط الأزمة المتفاقمة بين «دولة القانون» و «العراقية» وبدأ عقد اجتماعات مع أعضاء الكتلتين للبحث في الملفات العالقة والتحضير لاجتماع موسع لم يتم تحديد مكانه لمراجعة اتفاقات مبادرة بارزاني». وأوضح أن «العملية السياسية يلفها الجمود وهذا ليس في مصلحة أحد». وأشار الى «ضرورة عقد اجتماع لتكريس مبدأ الشراكة الوطنية في تشكيل الحكومة الجديدة، ومناقشة الخلافات التي استجدت بعد تشكيلها بين الغريمين العراقية ودولة القانون». وأوضح أن «مبدأ التوافق يكاد يكون غائباً عن مواقف الكتل السياسية إزاء العديد من القضايا وهو أمر غير إيجابي يتطلب المراجعة، لا سيما أن أمام العراق استحقاقات أهمها الموقف النهائي من تمديد بقاء القوات الأميركية في البلاد وإقرار مشاريع قوانين مهمة في البرلمان». من جانبه، شدد العضو في «العراقية» النائب محمد سلمان على أن دخول «العراقية» في أي مفاوضات يجب أن ينطلق من مبدأ احترام اتفاقات اربيل وتنفيذها». وقال ل «الحياة» إن «تلك الاتفاقات التي تتناول مطالبنا لم تتحقق حتى الآن وهو أمر سينعكس سلباً على الحكومة الجديدة». وأشار الى أن «التسويف الذي يمارسه «التحالف الوطني» إزاء القضايا المعلقة غير محمود العواقب». الى ذلك، اعتبر عضو «دولة القانون» سعد المطلبي أن «التهديد بانهيار الحكومة مجرد أحاديث إعلامية». وقال ل «الحياة» إن «الحكومة تأسست على مبدأ الشراكة، والكل مشارك فيها وحصول بعض الخلافات لا يعني انهيارها». وايد المطلبي عقد اجتماعات بين القوى السياسية لتسوية الملفات العالقة وفقاً للدستور والقوانين المرعية. وأدت الخلافات أول من أمس داخل البرلمان على اختيار نواب رئيس الجمهورية الى رفع الجلسة بسبب تخوف «دولة القانون» من عدم التصويت على مرشحه خضير الخزاعي نائباً ثالثاً للرئيس بالإضافة الى طارق الهاشمي وعادل عبد المهدي. على صعيد آخر، أفادت مصادر إعلامية أن وفدا نيابياً أميركياً سيزور العراق اليوم، ويتوقع أن تتناول الزيارة قضية سحب القوات.