دخل «ائتلاف دولة القانون» و «الائتلاف الوطني»، قطبا «التحالف الوطني» العراقي، في جولة مفاوضات جديدة، قبل قمة لقادة الكتل السياسية تعقد في أربيل خلال أيام لمناقشة أزمة تشكيل الحكومة ويرجح أن يشارك فيها زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر. وقال المستشار الإعلامي لرئاسة «المجلس الأعلى الاسلامي» المنضوي تحت لواء «الائتلاف الوطني» باسم العوادي إن «الائتلاف عقد قبل يومين اجتماعات مكثفة تناولت حسم مرشحيه لرئاسة الحكومة الجديدة، وسيعقد اجتماعاً حاسماً لهذا الغرض خلال اليومين المقبلين». وأوضح ل «الحياة» أن ائتلافه «سيستأنف المحادثات مع دولة القانون بعد توقف دام ثلاثة أسابيع بسبب إصرار الأخير على مرشحه لرئاسة الحكومة على رغم إعلان جميع القوى السياسية تحفظها عن تجديد ولاية نوري المالكي». ولفت إلى أن «دولة القانون بدأ يقترب من فكرة تقديم مرشح بديل عن المالكي بعدما كان يعتبر ذلك خطاً أحمر». وعبّر عن أمله في أن يكون تحالف المالكي جاداً في تقديم البديل «لارتباط ذلك ببقاء التحالف الوطني كتلة واحدة في البرلمان من عدمه». وأشار إلى أن «الأسبوع المقبل سيكون حاسماً وقد يتمخض عن نتائج مهمة تتناول تشكيل الحكومة الجديدة». ويصطدم مطلب «دولة القانون» تجديد ولاية المالكي رئيساً للحكومة بتحفظات «الائتلاف الوطني» و «القائمة العراقية» التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق إياد علاوي، ولم تفلح محاولات المالكي خلال حوارات ثنائية مع زعماء الكتلتين في إقناع أي منهما بقبول تجديد ولايته. واعتبر القيادي في «دولة القانون» خالد الأسدي أن «قيام التحالف الوطني بتشكيل الحكومة بات أمراً مؤكداً ومن المسلمات». وأضاف ل «الحياة» أن «هناك إجماعاً بين طرفي التحالف الوطني على ضرورة عدم خروج رئاسة الحكومة منهما، على رغم تباين وجهات النظر بين الطرفين في شأن قضايا أخرى». ورأى أن «القوى السياسية الفائزة في الانتخابات دخلت الآن مرحلة المحادثات الجدية من أجل الإسراع بتشكيل الحكومة وإنهاء الأزمة السياسية والدستورية في البلاد». إلى ذلك، أكد الناطق باسم «القائمة العراقية» حيدر الملة ل «الحياة» أن اللقاء الذي جمع علاوي والمالكي في ساعة متقدمة من مساء أول من أمس «لم يخرج بنتائج جديدة». وأضاف أن «كل طرف ما زال متمسكاً برئاسة الحكومة الجديدة». وأشار إلى أن «الرسالة التي أبلغها علاوي للمالكي هي أن المخرج الوحيد من الأزمة السياسية الحالية هو التعامل مع نتائج الانتخابات التشريعية التي أفرزت فوز العراقية ب 91 مقعداً». من جهته، أعلن القيادي في «التيار الصدري» جواد الحسناوي أن مقتدى الصدر يزور أربيل لإجراء محادثات مع القادة الأكراد تتناول «تشكيل حكومة شراكة وطنية». وقال في تصريح نقلته وكالة «اكانيوز» الإخبارية الكردية إن «المفاوضات التي يجريها التيار الصدري تمثل الائتلاف الوطني وليست بمعزل عنه»، لافتاً إلى أن «أي مفاوضات تجريها الكتل المنضوية في الائتلاف مع الكتل الأخرى تعبر عن وجهة نظر الائتلاف». ويرجح اشتراك الصدر في اجتماع قادة الكتل الذي دعا إليه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في أربيل للبحث في أزمة تشكيل الحكومة قبل موعد جلسة البرلمان نهاية الشهر الجاري، ومناقشة مبادرة قائمة «التحالف الكردستاني» التي لم تعلن تفاصيلها حتى الآن. وقال عضو الوفد الكردي المفاوض سامي شورش ل «الحياة» إن بارزاني دعا قادة الكتل البرلمانية إلى عقد الاجتماع «خلال أيام». وأكد أن «قادة الكتل قبلوا تلك الدعوة ومن المتوقع أن تشهد اربيل لقاءات قمة قبل جلسة البرلمان المتوقع تأجيلها مرة أخرى». وكان قادة الكتل السياسية الأربع الفائزة في الانتخابات اتفقوا على إرجاء جلسة البرلمان في الرابع عشر من الشهر الجاري أسبوعين بسبب استمرار الخلاف على تقاسم الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة. وأشار شورش الى ان «التحالف الكردستاني» سيبدأ اليوم «جولة ثالثة من المفاوضات مع الكتل تسبق لقاءات أربيل في محاولة لتقريب وجهات النظر». وشدد على أن كتلته «تقف حتى الآن على مسافة واحدة من جميع الكتل كي لا تخسر دورها في المساعي الحميدة وموفقها الذي يمثل بيضة القبان». وأضاف: «نتوقع أن تدخل المفاوضات مرحلة جديدة الأسبوع المقبل، لكنها قد تتجاوز الموعد المحدد لجلسة البرلمان من جديد لأن الأمور لاتزال صعبة جداً ومعقدة». وكشف القيادي في «التحالف الكردستاني» فرياد راوندوزي أن «وفد الكتل الكردستانية المفاوض سيناقش مشروعاً وطنياً يهدف إلى البحث في كيفية الخروج من أزمة تشكيل الحكومة». وقال في تصريحات إن «المشروع سيدرس وسيطرح على جميع الكتل السياسية للخروج من الأزمة القائمة».