أكدت الفنانة السورية سلاف فواخرجي أنها تنازلت بالفعل عن نصف أجرها في مسلسل «شجرة الدر»، واعتبرت أن هذا أقل شيء يمكن أن تقدمه إلى «ثورة يناير» المصرية. وقالت ل «الحياة» إنها لم تتردد في قبول خفض أجرها في المسلسل مراعاة للظروف الاستثنائية التي تمر بها مصر، إذ اقترح عليها قطاع الإنتاج المصري الموضوع، وشعرت بأنه واجب وطني وقومي. وأضافت: «من الطبيعي أن أعمل من أجل الحصول على مقابل مادي يتناسب مع موهبتي. وفي مسلسل «شجرة الدر» كان الأجر آخر همومي، وبخاصة أنني وقعت العقد قبل الثورة المصرية، بشروطي وبالأجر الذي حددته من دون أي تردد من جهة الإنتاج». ورداً على ما يقال من أن بعضهم يرفض تجسيدها شخصية «شجرة الدر»، أوضحت أنها لا تشعر بأن هؤلاء يكرهونها، وترى ذلك شعوراً طبيعياً، ومطلباً عادياً، ومن حقهم التعبير عن رأيهم ولكن يبقى مدى إجادتها في العمل هي الفيصل في الحكم عليها. وعن موافقتها على العمل على رغم اعتذارها مرات عن عدم المشاركة فيه لأنها كانت تريد أخذ استراحة من الأعمال التاريخية بعد تقديمها مسلسل «كليوباترا» في العام الماضي ومن قبله مسلسل «أسمهان»، أشارت إلى أن إصرار قطاع الإنتاج والكاتب والمخرج على لعبها الدور من بين جميع الفنانات، هو ما دفعها إلى قبول البطولة التي ترى أنها ستضعها في منطقة فنية جديدة، خصوصاً أن الشخصية ثرية درامياً ومن الممكن أن تبرز من خلالها موهبتها الفنية. وأوضحت أنه لا يوجد لديها أي خوف من تكرار تقديم الأدوار التاريخية، وقالت: «المهم أن يكون العمل جيداً ومحترماً. فأنا أحب الأعمال التاريخية والسير الذاتية، كما أحب أن يقترن اسمي بشخصيات كان لها أثرها الواضح في الحياة، علماً أنني أحرص على التنوع الفني والبحث عن الدور المميز الذي أستمتع بتقديمه». وأكدت سلاف أن الجمهور يفضل العمل الجيد أياً كانت الفترة التاريخية التي يستعرضها، كما أن هناك دروساً كثيرة من الماضي تستحق الإشارة إليها لأنها مهمة للأجيال الجديدة. وأوضحت أن «المشاهد لن يشعر عند متابعته لمسلسل «شجرة الدر» بأنه مثل الأعمال التاريخية التقليدية، لأنه يكسر الحاجز الذي يقف عائقاً بين المشاهد والعمل التاريخي. فالقصة تقدم في إطار اجتماعي تشويقي، من دون أن يأتي ذلك على حساب المعلومات والوقائع التاريخية. باختصار أرى أن العمل التاريخي في مصلحة الجمهور لما فيه من ثراء في المعلومات، وعندما يقترن بإطار اجتماعي مشوق، تصبح الفائدة مضاعفة، إذ سيأخذ سمة جماهيرية ويخرج من مأزق أن يكون مقدماً للنخبة فقط، كعادة الأعمال التاريخية». وأشارت الى أنها تبحث عن الجديد الذي يضيف الى رصيدها، كما أنها تحترم المشاهد العربي وتستفيد وتقتدي بشخصيات عدة، سواء في التاريخ أم في الحياة المعاصرة. ورداً على سؤال حول سر انشغالها بالدراما التلفزيونية على حساب المسرح والسينما قالت: «السبب أن الدراما التلفزيونية العربية في حال تطور مستمر، وهي لم تأخذني وحدي، إنما أخذت كل الفنانين إليها. والقصة ليست متعلقة بأن الدراما التلفزيونية أخذتنا وإنما تتعلق بالمشكلات المتعلقة بحال المسرح والسينما في الوطن العربي. وأنا أحب الفن بكل ألوانه وتنوع الأدوار ضرورة بالطبع، وهو أمر يغازل غرور الممثل ويثير شهيته للتلوين في أدائه. وقد حرصت على هذا الأمر منذ البداية، إذ لم أقدم دوراً يشبه الآخر ولا أحصر أدواري بشخصيات معينة، فالأمر مرتبط دوماً بالعمل ككل». وعما إذا كان سيأتي اليوم الذي ينتج فيه مسلسل عن حياة سلاف فواخرجي، أجابت: «أتمنى ترك بصمة قوية في التاريخ، أنا التي أعشق وأدرك أهمية التاريخ. أتمنى أن أخلد بذكرى طيبة وبأعمال مهمة، ولكن لا أعتقد أن حياتي تصلح لتتحول إلى مسلسل، فحياتي عادية، وليست فيها الدراما الكافية لعمل تلفزيوني».