تبدو تصريحات النجمة السورية سلاف فواخرجي حول الثورة السورية ممنهجة في توقيتها وفحواها. فمع ارتفاع وتيرة القمع الشعبي ترتفع وتيرة تصريحات بطلة «كليوباترا» الداعمة للنظام، وبعد كل مجزرة تطل علينا فواخرجي معلنةً تأييدها ومواكبتها لمسيرة الإصلاح، وبعد كل تصريح أو موقف عربي أو دولي ضد النظام السوري تخرج بطلة «اسمهان» بتصريح ناري جديد. هذه التصريحات التي بدت للبعض مقبولة في بداية الحراك الشعبي السوري، ومتناغمة مع تصريحات بعض النجوم الذين أيدوا النظام السوري، أضحت مستفزة مع تصاعد الحل الأمني وارتفاع عدد الشهداء اليومي الذي وصل أخيراً إلى ما يزيد على مئة يومياً. فمعظم النجوم الذين أيدوا النظام السوري في بداية الأحداث اتخذوا موقف المراقب الصامت بعد التصعيدات وتحولوا من مؤيدين إلى محايدين، باستثناء فواخرجي التي تصاعدت تصريحاتها المؤيدة والصارخة في المحاباة، ما أثار ردود فعل غاضبة. من هنا لم يعد غريباً ان نرى لافتات ترفع في التظاهرات الشعبية وتحمل عبارات قاسية بحقها، او ان نقرأ في مواقع التواصل الاجتماعي كتابات تصفها ب»الخائنة» وتضعها على رأس قائمة العار السورية، مروراً باستياء بين زملائها، وكان آخرهم باسم ياخور (المؤيد للنظام السوري) الذي رأى انها تضع نفسها في أزمات مستمرة بسبب تصريحاتها الساخنة وغير المسؤولة. ولكن الى أي حدّ انعكس ذلك على مسيرتها المهنية؟ واضح ان هناك تراجعاً كبيراً في شعبية النجمة السورية التي وصلت في السنوات الماضية إلى أعلى درجات الشعبية والنجومية. تراجع حوّلها من نجمة شباك إلى مستبعدة في الأعمال الدرامية، ولم يقتصر الأمر على مصر فقط التي احتضنتها في السنوات الأخيرة، بل طاول أيضاً بلدها سورية. ويشير عدد من المراقبين الى أن معظم الشركات الخاصة باتت تتحفظ على مشاركة فواخرجي في أعمالها، خوفاً من المستقبل الذي قد يحمل تغييراً في النظام السوري، وبالتالي رفضاً شعبياً محلياً وعربياً لظهور النجمة السورية كبطلة درامية. ولعل أكثر المفاجآت كانت باستبعادها من الجزء الثاني من «الولادة من الخاصرة» الذي ستبدأ المخرجة رشا شربتجي تصويره قريباً. اما في مصر، فبعد قرار الهيئة العامة للتلفزيون المصري باستبعاد النجوم العرب من المشاركة في الدراما المصرية وإفساح المجال للنجوم المصريين، جاء خبر استبعاد فواخرجي من بطولة مسلسل «شجرة الدر». وعلى رغم محاولاتها الكثيرة بالبقاء كبطلة للعمل من خلال استدرار عواطف المصريين عبر تصريحات تؤكد فيها تنازلها عن نصف أجرها «لعيون الثورة المصرية»، لكن مواقفها دفعت القائمين على العمل الى صرف النظر نهائياً عن ترشيحها للدور. ثم جاء خبر استبعادها من بطولة «وادي الملوك» رغم ما قيل أن السبب يعود لعدم موافقة الشركة المنتجة على اختيار زوجها وائل رمضان كمخرج للعمل، لكنّ بعضهم لمّح الى ان السبب الرئيسي هو مواقف فواخرجي السياسية. ومع دوران عجلة الدراما السورية، بدت مسيرة فواخرجي الفنية متعثرة، فمعظم الأعمال التي انطلق تصويرها، لم ترشحها كبطلة، ما دفع الجهات الحكومية في البداية لإنقاذها بترشيحها لفيلم «هوى» للمخرجة واحة الراهب، وانتاج المؤسسة العامة للسينما. ومع اشتداد الأزمة السورية، وارتفاع وتيرة تصريحات المناهضة للحراك الشعبي، أصبح ترشيحها في مسلسلات الشركات السورية الخاصة أمراً صعباً، بخاصة أن معظم المنتجين السوريين يضعون في رأس قائمتهم المشاهد العربي، والقنوات العربية والخليجية، التي تعد السوق الرئيسية للعمل السوري في ظل الشح الذي يعانيه الفضاء السوري بوجود قناتين حكوميتين (الفضائية، سورية دراما)، وواحدة خاصة (الدنيا). امام هذا الواقع، عادت الجهات الرسمية مجدداً ودعمتها عبر الهيئة العامة للإنتاج التلفزيوني (الحكومية) التي اختارتها بطلة لمسلسل «المصابيح الزرق» للمخرج فهد ميري. ورأى كثر أن هذا الاختيار مكافأة لفواخرجي على كل التصريحات المؤيدة للنظام التي أطلقتها تباعاً. والأمر تكرر أيضاً مع مؤسسة السينما («الحومية») عبر فيلم «مريم» لباسل الخطيب، والذي تزمع المؤسسة على تصويره قريباً. أما على الصعيد العربي فتتالت الاستبعادات او «الاعتذارات» كما يحلو لفواخرجي. إذ استبعدت من بطولة المسلسل المصري «فتاة من المشرق»، في حين ما زال مسلسل «بديعة مصابني» الذي أعلنت عن تقديمه مع زوجها بعيداً من إيجاد جهة منتجة تتبناه. فعلى رغم مرور أكثر من سنة على إعلان الثنائي عن نيتهما تقديم العمل، وبعد المشاورات الكثيرة مع عدد من الشركات المصرية والسورية، يبدو أن مصير المسلسل سيبقى في طور الانتظار، بخاصة أن استمرار الأحداث السورية وتصاعدها، وعدم تغيير فواخرجي لمواقفها المستفزة، ما زال عائقاً أمام جذب رؤوس الأموال والشركات المنتجة.