طرابلس، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - شنّت طائرات لحلف شمال الأطلسي هجمات جوية جديدة على العاصمة الليبية طرابلس أمس الخميس، وقالت قناة «الليبية» الرسمية إن الهجمات أدت إلى خسائر في الأرواح. وجاء ذلك في وقت حذّر الثوار الليبيون من مذبحة في مدينة مصراتة المحاصرة بسبب هجمات قوات العقيد معمر القذافي. وفي بيروت، نفى «حزب الله» في بيان أصدره أمس، ما ورد على لسان نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم من اتهام لعناصر من الحزب بالمشاركة في القتال في مصراتة، معتبراً «أن هذا الكلام لا أساس له وهو عار من الصحة جملة وتفصيلاً». وقال مذيع في قناة «الليبية» الحكومية إن «طرابلس تتعرض الآن» لغارات جوية وإن هناك إصابات بين المدنيين. وذكر مراسلان ل «رويترز» أنهما سمعا أربعة انفجارات ورأيا سحباً من الدخان تتصاعد من جنوب شرقي المدينة. وذكر مراسلون ل «فرانس برس» أن الانفجارات جاءت بعد سماع هدير للطائرات التي تحلّق فوق العاصمة الليبية منذ صباح الخميس. وقالوا إنه تم سماع دوي انفجارين قويين في قطاع باب العزيزية حيث مقر إقامة القذافي. ورأى صحافيون عموداً من الدخان في عين زارا جنوب شرقي العاصمة. وذكر مراسل لوكالة «فرانس برس» أن تبادلاً عنيفاً لإطلاق النار حصل بعد ظهر الخميس بين القوات الموالية للعقيد القذافي ومقاتلين متمردين في أجدابيا في شرق ليبيا. وبالنسبة إلى الوضع في مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، أعلن ناطق باسم حركة التمرد الليبية ل «فرانس برس» سقوط ما لا يقل عن 13 قتيلاً، أربعة منهم مصريون، وجرح خمسين آخرين أمس في هجوم شنته قوات القذافي على هذه المدينة التي يسيطر عليها الثوار. وأوردت وكالة «رويترز» حصيلة أكبر للضحايا بلغت 23 قتيلاً. وأعلن مسؤول في الثوار طالباً عدم كشف هويته للوكالة الفرنسية: «قُتل ما لا يقل عن 13 شخصاً بينهم نساء وأطفال وأربعة مصريين كانوا ينتظرون إجلاءهم في الميناء». وأضاف: «نواجه منذ الفجر هجوماً جباناً ومجرماً على منطقة الميناء وحي قصر أحمد قرب الميناء»، مؤكداً أن قوات القذافي «أطلقت عشرات الصواريخ من طراز غراد وعشرات قذائف الدبابات». وأكد أن «الحصيلة ستتفاقم على الأرجح، وما زلنا نبحث بأيدينا عن ضحايا آخرين تحت أنقاض المنازل». وتابع أن قوات القذافي توقفت عن قصف منطقة الميناء بعد الظهر لكنها تواصل قصف أحياء أخرى مثل سرغسا والغيران. أما وكالة «رويترز» فنقلت عن ناطق باسم الثوار أن 23 مدنياً قُتلوا في مصراتة أمس، محذّراً من قيام القوات الحكومية «بمذبحة» وشيكة ما لم يكثّف حلف شمال الأطلسي غاراته هناك. وقال ناطق باسم المعارضة إن القوات الموالية للقذافي «تتعمد» استهداف المدنيين. وأفادت تقارير بأن معظم القتلى من النساء والأطفال فضلاً عن ثلاثة عمال مصريين كانوا في انتظار إجلائهم. وقال ناطق باسم المعارضة يدعى عبدالسلام بالهاتف لرويترز من مصراتة: «مذبحة... ستجرى هنا إذا لم يتدخل حلف شمال الأطلسي بقوة». ومن الصعب التحقق من صحة التقارير الواردة من غرب ليبيا من مصادر مستقلة بسبب القيود المفروضة على الصحافيين. ودعت فرنسا وبريطانيا اللتان تقودان غارات التحالف الجوية على قوات القذافي، الأعضاء الآخرين في حلف شمال الأطلسي للمساعدة في تكثيف عمليات الحلف. ويقول المعارضون الذين يدافعون عن مصراتة آخر معاقلهم الرئيسة في غرب ليبيا والتي كانت مسرحاً لقتال عنيف في الأسابيع الأخيرة انهم يشعرون بالقلق لغياب استراتيجية عسكرية واضحة للإطاحة بالقذافي. وأطلقت القوات الحكومية وابلاً من الصواريخ الروسية الصنع على منطقة قصر أحمد بمصراتة والواقعة قرب الميناء الذي يسيطر عليه المعارضون عند الفجر وقالت المعارضة إن القصف استمر في وسط المدينة. وقال متحدث باسم المعارضة عرف نفسه باسم جمال سالم بالهاتف ل «رويترز»: «ارتفع عدد القتلى إلى 23 وأصيب العشرات. القتلى مدنيون ومعظمهم من النساء والأطفال. نعلم الآن أن ثلاثة مصريين على الأقل قتلوا في الهجوم». وأسفر القتال في اليوم السابق عن سقوط خمسة قتلى مدنيين وإصابة العشرات وفقاً لما ذكره المعارضون. ويقول معارضون إن القصف أمس حال دون رسو سفينة قطرية وإن السفينة ما زالت في انتظار دخول الميناء. ولم يتضح ما الذي تحمله. وكانت الحكومة الليبية قالت مساء الأربعاء إن مرفأ مصراتة المنفذ الوحيد للمتمردين إلى الخارج «منطقة خطيرة» وأي سفينة تريد التوجه إليه يجب أن تحصل على تصريح مسبق من السلطات..