باشرت وفود منصات المعارضة السورية في الرياض استعداداتها للاجتماع الحاسم الذي تستضيفه الرياض بدءاً من الأربعاء لتوحيد منصات المعارضة السورية في وفد واحد قبل التوجه إلى محادثات جنيف نهاية الشهر الجاري. وأفادت مصادر بأن الشخصيات المشاركة ستسعى الى حسم النقاط الخلافية بينها، وأن الهدف الرئيسي هو إصدار «وثيقة موحدة» تتوافق عليها المنصات والفصائل المختلفة. تزامناً، عقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيراه الإيراني محمد جواد ظريف والتركي مولود جاويش أوغلو محادثات في مدينة أنطاليا في جنوبتركيا أمس تمهيداً للقمة الثلاثية في سوتشي الأربعاء أيضاً بين الرؤوساء الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان لبحث تحريك المسار السياسي في سورية بعد الهزيمة الوشيكة ل «داعش». ووصف لافروف الاجتماع بأنه «منتج جداً»، لكنه لم يخل من خلافات روسية- تركية حول دعوة المكونات الكردية في سورية إلى سوتشي. في موازاة ذلك، سيطرة القوات النظامية وحلفاؤها مجدداً على مدينة البوكمال في شرق البلاد. وتعد البوكمال شديدة الأهمية لسورية وحلفائها إذ تتيح السيطرة عليها تأمين المناطق الحدودية بين العراق وسورية ولبنان، وهو هدف إستراتيجي لإيران. وتولى قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني إدارة عمليات معارك البوكمال خلال الأيام الماضية (للمزيد). وشاركت منصات موسكووالرياض والقاهرة في الاجتماعات التحضيرية في السعودية. وقال فراس الخالدي، أحد المشاركين في الاجتماع عن «منصة موسكو»، إن وفدها يضم 11 شخصاً. وقال ممثل المنصة قاسم الخطيب إن الجلسات التمهيدية التي بدأت أمس اتفقت على تشكيل لجنة تحضيرية، تضم 8 أعضاء: اثنان من «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة في سورية»، وممثل من لجنة التنسيق، وإثنان من المستقلين، وممثل من كل من منصة موسكو والقاهرة والرياض. وأوضح أن اللجنة التحضيرية ستقوم بدراسة وتحضير الوثائق اللازمة والبيان الختامي للاجتماع. وتحدث الخطيب عن القضايا الرئيسية التي ما زالت سبباً في استمرار الخلافات بين المنصات، موضحاً إن من بينها، مصير الرئيس بشار الأسد، وما إذا كان ينبغي أن يغادر في بداية الفترة الانتقالية، أم يبقى في منصبة خلال تلك الفترة. والنقطة الخلافية الثانية تتعلق بالدستور. وأوضح الخطيب «هناك من كان يريد أن يعمل بالدستور الذي وضعه الأسد سنة 2012، وهذا ما تريده موسكو، وهناك من يريد أن يعمل بدستور الخمسينات». وزاد «أعتقد بأن الاجتماع سيعد وثيقة لتوقيعها من جانب المشاركين جميعاً. يجب الانتقال إلى تشكيل وفد موحد لتمثيل المعارضة للمشاركة في مفاوضات جنيف». إلى ذلك، اجتمع وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران في تركيا أمس، في إطار التحضيرات لقمة سوتشي الثلاثية حول سورية. ووصف لافروف الاجتماع بأنه «منتج جداً». وأشار في بيان إلى أن الوزراء الثلاثة اتفقوا على «كل النقاط الأساسية»، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وقال جاويش أوغلو إن الوزراء الثلاثة «ناقشوا بإيجاز» موضوع نشر قوات روسية وإيرانية حول «منطقة خفض التوتر» في إدلب «في أقرب وقت». كما أشار إلى أن رؤساء الأركان الروسي والتركي والإيراني سيجتمعون قبل القمة في سوتشي لإجراء «محادثات تقنية» حول هذا الموضوع. وأعرب جواد ظريف من جانبه عن الأمل بأن تكون أعمال «قمة الأربعاء جيدة وتطوى صفحة الإرهاب السوداء والمرة في سورية»، وفق التلفزيون الإيراني الرسمي. كما أوضح في تغريده على «توتير»: «نعمل مع شركائنا الأتراك والروس على تطوير نظام وقف إطلاق النار، الذي حققناه في سورية وإعداد حوار شامل بين السوريين»