بغداد - أ ف ب - دعت منظمة العفو الدولية السلطات العراقية إلى عدم اللجوء إلى الترهيب والقوة القاتلة ضد المتظاهرين السلميين المطالبين بإصلاحات ووظائف، وتحسين الخدمات ومحاربة الفساد. وقال مالكوم سمارت، مدير المنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «بعد ثماني سنوات على انتهاء حكم صدام حسين القمعي، حان الوقت للسماح للعراقيين بممارسة حقهم في الاحتجاج السلمي وحرية التعبير بعيداً من العنف بأيدي قوات الأمن الحكومية». وأضاف «يجب على السلطات في كل من بغداد وإقليم كردستان وقف الحملات العنيفة». وفي تقرير بعنوان «أيام الغضب: الاحتجاجات والقمع في العراق»، أكدت منظمة العفو أنها توثق استخدام القوة القاتلة في العراق، بما في ذلك منطقة الحكم الذاتي الكردية في الشمال. وتابع التقرير «لقد قتلت القوات العراقية والكردية متظاهرين بينهم ثلاثة من الفتيان في سن المراهقة، واحتجزت وهددت وقامت بتعذيب نشطاء سياسيين، فضلاً عن استهداف الصحافيين الذين يغطون الاحتجاجات». وأكدت أن لديها أدلة ضمنها شريط فيديو «يظهر قوات الأمن تستخدم قوة مفرطة في عدد من الحالات، وتطلق الرصاص ما أسفر عن مقتل الكثير من المتظاهرين». وبدأت الاحتجاجات ضد سوء الخدمات الأساسية مثل الكهرباء الصيف الماضي، وعادت بعد الانتفاضات في تونس ومصر في وقت مبكر من العام الحالي. ومنذ ذلك الحين، تندلع الاحتجاجات في بعض أنحاء العراق على الأقل كل أسبوع، خصوصاً في الشمال الكردي. لكن خلافاً للاضطرابات والانتفاضات في البلدان العربية الأخرى، فإن المتظاهرين في العراق لا يطالبون بتغيير النظام إنما بإصلاحات فقط وظروف معيشة أفضل. وسجلت منظمة العفو وفيات بين المتظاهرين سببها قوات الأمن. ففي 16 شباط (فبراير) الماضي، كان صبي في سن المراهقة بين أولئك الذين قتلوا في مدينة الكوت، جنوب شرقي بغداد، خلال الاحتجاجات التي بدأت سلمياً. وبعد يوم واحد ، «أطلق الرصاص على المتظاهرين في السليمانية فقتل صبي عمره 15 سنة، هو ريزوان علي»، وفقاً للتقرير. ويتضمن التقرير أسماء آخرين قضوا في 25 شباط خلال تظاهرات «يوم الغضب» عندما بلغت الاحتجاجات ذروتها من حيث انتشارها على الصعيد الوطني. وأكد أن خمسة أشخاص قتلوا في الموصل وما لا يقل عن ستة في إقليم كردستان القريب. كما دانت منظمة العفو هجوم الجيش العراقي الجمعة على معسكر ل «مجاهدين خلق» (المعارضة الإيرانية) التي أعلنت مقتل 33 شخصاً وجرح 325 في الحادث لكن قوات الأمن العراقية ومصادر طبية أكدت أن ثلاثة قتلوا فقط.