لقي تسعة أشخاص على الأقل مصرعهم، وأُصيب أكثر من 47 آخرين، خلال مواجهات اندلعت بين قوات الأمن العراقية ومئات المتظاهرين، في مدينة "السليمانية"، ضمن مناطق الأكراد في شمال العراق، وفق ما أكدت مصادر محلية لCNN الخميس. وقال مسؤولون محليون في وزارة الصحة ومصادر أمنية إن عشرات المتظاهرين هاجموا مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه رئيس إقليم "كردستان العراق"، مسعود البارزاني، وحطموا محتويات مكاتب الحزب من أثاث وأجهزة كمبيوتر. وأبلغ شهود عيان CNN بأن عدد من قوات الأمن الكردية، التي تُعرف باسم "البشمركة"، أطلقوا النار باتجاه المتظاهرين الغاضبين في محاولة لتفريقهم، ومنعهم من اقتحام مقر الحزب. وتشهد العراق، كغيرها من الدول المجاورة لها، احتجاجات حاشدة بسبب تفشي الفساد، وعدم القدرة الحكومة على توفير الخدمات الأساسية، ونقص الغذاء والماء والكهرباء. ولقي شخص واحد على الأقل مصرعه وأصيب ما يزيد على 55 آخرين، بعدما أقدمت قوات الأمن العراقية بإطلاق الرصاص على مئات المتظاهرين في مدينة "الكوت" شرقي العراق، في وقت سابق الأربعاء. وأفاد مسؤولون أمنيون بالمدينة التي تبعد حوالي 110 كيلومترات جنوبي العاصمة بغداد، في تصريحات لCNN بأن ما يزيد على 2000 متظاهر كانوا يحتشدون أمام مكتب محافظ "واسط"، لطيف حمد، للمطالبة باستقالته، على خلفية اتهامه بالفساد. وأشارت مصادر الشرطة إلى أن بعض المتظاهرين حاولوا اقتحام مكتب المحافظ، مما دفع أفراد الحراسة الخاصة إلى إطلاق النار باتجاه المتظاهرين، الأمر الذي أثار غضب المتظاهرين، مما أدى إلى تصاعد الوضع بشكل سريع. وبحسب المصادر الأمنية فقد تمكن عدد من المتظاهرين من اقتحام مكتب المحافظ ودمروا محتوياته، كما أشعلوا النار فيه، بينما توجهت مجموعة أخرى من المتظاهرين إلى مقر إقامة المحافظ وأشعلوا النار فيه أيضاً. وأشارت المصادر لCNN إلى أن المحافظ لطيف حمد لم يكن في المدينة أثناء اندلاع الاضطرابات. كما قام عدد من المتظاهرين باقتحام مجلس المدينة وأشعلوا فيه النار، مما أجبر العديد من العاملين بالمجلس إلى الفرار من مكاتبهم من الباب الخلفي للمبنى، بحسب مصادر الشرطة المحلية. وعادةً ما تستخدم قوات الأمن العراقية خراطيم المياه والهراوات لتفريق المتظاهرين، إلا أنها لجأت إلى إطلاق النار على المتظاهرين مؤخراً، بعد قيامهم بمهاجمة عدد من المنشآت الحكومية.