جدد رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية في لبنان وليد جنبلاط الدعوة الى «العودة الى هيئة الحوار الوطني لمناقشة الخطة الدفاعية لتحصين لبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المحتملة في كل لحظة»، واعتبر أن «الاستمرار في استحضار موضوع السلاح من على المنابر الإعلامية لا يحل المشكلة». وقال جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر اليوم: «الأرجح أن ما حصل في سجن رومية فصل أول لم تنته تداعياته، ما يحتّم إيلاء هذا الملف المهمل منذ عشرات السنين الاهتمام الذي يستحق، ومن الممكن أن تكون أولى الخطوات استئجار مبان جديدة وتحويلها الى سجون ربما في محيط السجن المركزي الحالي وتسريع المحاكمات وإخلاء سبيل من يحق لهم الخروج بعد انقضاء محكومياتهم». ودعا الى «الابتعاد عن مقاربة التعاطي بفوقية مع هذه الشريحة من الناس، واستبدالها بمقاربة جديدة تقوم على تأهيل السجناء من النواحي النفسية والاجتماعية والعقائدية». وسأل جنبلاط عن «قيمة الدخول في سجال اليوم مع الجمهورية الإسلامية (الإيرانية) في ظل لحظة توتر إقليمي حساسة، بدل السعي لإبعاد القضايا الخلافية والسجالية عن الساحة الداخلية لتوفير الاحتقان والحد من الانقسام الذي وصل الى مرحلة متقدمة تنذر بعواقب خطيرة خصوصاً مع استمرار القطيعة شبه التامة بين القوى السياسية والاكتفاء بالخطابات الإعلامية». ولفت الى «أنه في خضّم كل هذه التطورات، لا بد من أن تبقى أعيننا ساهرة ويقظة على الجنوب بعد أن انتظرنا طويلاً ما يُسمّى المجتمع الدولي لتطبيق القرار 1701 الذي تخرقه إسرائيل كل يوم براً وبحراً وجواً، وللتذكير فإن غزة ليست بعيدة من جنوب لبنان وهي تتعرض منذ أيام لعدوان إسرائيلي أدى الى سقوط شهداء. والوضع في غزة يتطلب متابعة عن كثب لا سيما بعد نشر نظام القبة الحديدية التي قد تؤثر على مجريات الصراع». وقال:» إذا كان الشيء بالشيء يذكر، أين هي المساعدات الموعودة للجيش اللبناني التي لم تأت؟ وأين هي مضادات الطائرات ومضادات الدروع والصواريخ والدبابات والطوافات التي وعدنا بها؟ لذلك، لا مناص من العودة الى هيئة الحوار الوطني لمناقشة الخطة الدفاعية لتحصين لبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المحتملة في كل لحظة والتي قلما تنتظر ذرائع للانقضاض على لبنان». ورأى جنبلاط أن «الاستمرار في استحضار موضوع السلاح من على المنابر الإعلامية لا يحل المشكلة، وإذا كنا قد أقررنا جميعاً برفض استخدام السلاح في الداخل لأنه خيار مدمر، فإننا نرى أهمية الاحتكام مجدداً الى الحوار الهادئ والعقلاني الذي يمكن من خلاله التوصل الى بناء استراتيجية وطنية للدفاع». وقال: «ليتذكر كل الذين يرفضون سلفاً العودة الى هيئة الحوار الوطني أن بدائل الحوار لن تكون سوى المزيد من التشرذم والانقسام والعنف». وحيا جنبلاط «كل القوى السياسية التي تحالفنا معها في انتخابات نقابة المهندسين وحققنا الفوز وفي طليعتها حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل، وقد كلفت الوزير وائل أبو فاعور الاتصال بالرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون وقيادة حزب الله لهذه الغاية». وشكر المهندسين في الحزب التقدمي الاشتراكي وجمعية الخريجين التقدميين «لانضباطهم والتزامهم التام وتصويتهم الى جانب اللائحة التي اخترناها ما ساهم في شكل كبير بتحقيق الفوز». وأشاد جنبلاط بالعملية «الأمنية النوعية التي حصلت في مجدل عنجر والتي أدت الى سقوط شهيد، وهي أكدت أن هذه البلدة، بعكس ما يُثار دائماً حولها من إشاعات مغرضة تبقى بلدة عروبية قومية لها تاريخها النضالي ولا تؤثر فيها مواقف من هنا أو كلمات من هناك».