أظهر استطلاع أعلن عنه أمس في منتدى مسك العالمي الذي تستضيفه العاصمة الرياض، أن الشباب في جميع أنحاء العالم ليسوا على وعي تام بالتغيرات والتحديات الاقتصادية الخاصة باقتصاد المعرفة، والتي باتت تحدّد كيفية العيش والتعلم والعمل. وكشفت النتائج التي خلص إليها الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة بوبيولاس نيابةً عن مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية»، أن 57 في المئة من الشباب في جميع أنحاء العالم لا يعرفون مفهوم اقتصاد المعرفة. وعلاوةً على ذلك، يخشى أكثر من نصفهم ألا يكونوا متمتعين بما فيه الكفاية بالمهارات التكنولوجية للوصول إلى الفرص التي ستنشأ عن التقدم التكنولوجي في مجالات مثل استخراج البيانات، والتعلم الآلي، وسلسلة الكتل (بلوك تشين). ومع ذلك، يمثل عالم التكنولوجيا محور حياة الشباب، إذ إنه على الصعيد العالمي، فإن 88 في المئة من الذين تراوح أعمارهم بين 16 و35 سنة يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، ويعتبرون محدودية الوصول إلى الإنترنت من المشكلات التي تواجههم، بمثل ما يعتبرون الإدمان على الإنترنت أو التسلط عبر الإنترنت. وتوصل الاستطلاع الذي شمل مقابلات مع الشباب في 21 من الاقتصادات الرائدة في العالم، إلى وجود اختلافات واضحة بين الاقتصادات الناشئة ومجموعة الثماني. ففي الأرجنتين والمكسيك والبرازيل والولايات المتحدة الأميركية، يستخدم 95 في المئة من الشباب بانتظام مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن في الهندونيجيريا وإندونيسيا وباكستان، فإن أقل من 30 في المئة لديهم إمكان الوصول إلى الإنترنت، علماً بأن هذه البلدان تمثل وحدها ربع سكان العالم. وتظهر الانقسامات أيضاً بين الشباب في البيئات الحضرية والريفية، وبين الأشخاص ذوي الدخل المرتفع والمنخفض. فالخريجون الشباب من المناطق الحضرية، وذوو الدخل المرتفع، أكثر قدرة على الوصول إلى التعليم والشبكات التي تزودهم باقتصاد المعرفة. ويشير الاستطلاع بالتالي إلى احتمال أن يواجه العالم خطر تسبب «الثورة الصناعية الرابعة» بترسيخ الانقسامات الاجتماعية، لا بإنهائها! كما أظهر الاستطلاع أيضاً أن أغلبية واضحة من الشباب أي ما نسبتهم 59 في المئة ينظرون بإيجابية بشأن تأثير التكنولوجيا على العمل، بينما يعتقد 4 في المئة فقط أن التغيير التكنولوجي يمثل تحدياً لجيلهم. وبدلاً من ذلك، فإن معظم الشباب واثقون من أنهم مستعدون لمواجهة التغيرات، وسيكونون قادرين على التكيف مع الاضطراب الناجم عن التقدم التكنولوجي الواسع النطاق. ويدعم ذلك النتائج التي تشير أيضاً إلى أن لدى معظم الشباب توق للتقدّم من شأنه أن يساعدهم على تبني التغيير، إذ يصف 65 في المئة أنفسهم بأنهم منفتحون و3 من كل 5 يعتبرون أنفسهم قابلين للتكيف. في حين قالت المديرة التنفيذية في مؤسسة مسك ومديرة مشروع منتدى مسك العالمي الشيماء حميد الدين: «هذا البحث يبرز أهمية تطوير وتمكين الشباب في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في المملكة العربية السعودية. إن مواجهة التحدي المتمثل في التغيير والذي أحدثته الثورة الصناعية الرابعة لن يكون سهلاً، لكن الشباب في جميع أنحاء العالم يتمتعون بإمكانات وطموح لمواجهتها. ومنتدى مسك العالمي يقدّم منبراً للشباب من جميع أنحاء العالم للاستفادة من هذا الانفتاح والحرص على التفاعل والتواصل مع القادة والمبدعين المرموقين حتى يتمكنوا من استكشاف واختبار وتجربة المفاهيم والأفكار الحديثة التي يمكنها الإسهام في تلبية تحدي التغيير». وقام الاستطلاع بتحليل 21 ألف مقابلة مع شباب تراوح أعمارهم بين 16 و35 سنة في 21 بلداً. وشمل 19 من الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، إلى جانب نيجيريا وباكستان بسبب تعدادهما السكاني الكبير وبخاصة الشباب. وركزت الأسئلة على تصورات الشباب الخاصة بقاعدة مهاراتهم واستعدادهم وثقتهم وتفاؤلهم، ما يوفر نظرة فريدة لصانعي السياسات والمعلمين والباحثين حول كيفية رؤية الشباب لمستقبلهم الخاص. يقام منتدى مسك العالمي في دورته الثانية بشعار: «مواجهة تحدي التغيير»، وتنظمه في مدينة الرياض مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية» يومي 15 و16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2017. بمشاركة نخبة من قادة الأعمال والتقنية والابتكار والعلوم حول العالم.