تعهد الرئيس الإيراني حسن روحاني فتح تحقيق، بعد انهيار مبانٍ شُيدت خلال عهد سلفه محمود أحمدي نجاد، والتي اعتبرت وسائل إعلام أنها «تحوّلت توابيت لسكانها»، إثر زلزال عنيف ضرب الحدود الإيرانية- العراقية. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إرنا) بأن الزلزال أوقع 530 قتيلاً و8 آلاف جريح، علماً أنه كان بقوة 7.3 درجة على مقياس ريختر، وضرب محافظة كرمنشاه الحدودية مع العراق، حيث قُتل 8 أشخاص وجُرح 535. وأثار التفاوت في أعداد الضحايا في البلدين نساؤلات لدى الإيرانيين، خصوصاً أن أجزاء كثيرة من مدينة سربل ذهاب التي سُجل فيها العدد الأكبر من القتلى، كانت جديدة. وأعادت إيرانالمدينة بعد الحرب مع العراق (1980-1988)، وشيّد فيها نجاد مشروعاً سكنياً ضمّ مئات الشقق، خُصصت لذوي الدخل المحدود، وكانت في إطار مشروع «مهر» الذي شمل تشييد نحو مليونَي وحدة سكنية في إيران. وانتقد كثيرون المشروع، محذرين من أن البناء منخفض الجودة قد يؤدي إلى كارثة. وأفاد موقع «فرارو» المؤيّد للإصلاحيين: «قبل الذكرى العاشرة لتشييدها، تحوّلت مباني مهر توابيت لسكانها». وأعلن روحاني أن الحكومة ستفتح تحقيقاً لكشف سبب انهيار المباني بسهولة، وزاد خلال تفقده المنطقة المنكوبة: «يجب التحقيق في العيوب التي شابت تشييد المباني. ستتابع الحكومة هذه الملفات وتحدّد الجناة» تمهبداً لمحاكمتهم. وشدد على أن «الشعب والقوات المسلحة ستقف، بكل قدراتها وامكاناتها، الى جانب المتضررين من الزلزال، لإعادة الاوضاع المعيشية للشعب إلى وضع العادي»، مطالباً «جميع المسؤولين الحكوميين والقادة العسكريين وكل المؤسسات الخيرية والمنظمات غير الحكومية، مساعدة مؤسسة الإسكان وعدم فعل أي شيء كلّ على حدة». ومؤسسة الاسكان هي خيرية شبه حكومية أسسها الامام الخميني لمساعدة المحرومين على تأمين مسكن. واشار الى أن المناطق المتضررة تحتاج إلى تشييد 30 ألف وحدة سكنية، بعد تدمير 11 ألف منزل في الأرياف و4500 في المدن. وأعلن رئيس خدمات الطوارئ الطبية الإيرانية بير حسين كوليوند «انتهاء عمليات الإنقاذ في إقليم كرمنشاه»، لافتاً إلى أن «الحاجة الماسة هي تأمين حلول من أجل التدفئة والسكن والغذاء». لكن مسعفين واصلوا البحث عن ناجين، بمساعدة كلاب مدربة، فيما أقرّ مسؤولون بأن الجهود الحكومية ليست كافية للتعامل مع حجم الكارثة. وأعلن الهلال الأحمر الإيراني تأمين مركز طوارئ لآلاف المشردين، لكن نقص المياه والكهرباء وانسداد الطرق في مناطق، عرقل جهود وصول إمدادات الإغاثة، إذ إن فوضى المرور على الطرق، بعدما هرع سكان أقاليم قريبة للمساعدة، فاقمت صعوبة نقل المساعدات للمناطق المنكوبة، حيث أمضى كثيرون ليلة ثانية في العراء. وقال أحد السكان: «الناس جوعى وعطشى. لا كهرباء. بكيت الليلة الماضية عندما رأيت أطفالاً من دون طعام أو مأوى». وقالت شابة إن عائلتها نامت ليلتها في العراء والبرد القارس، بسبب نقص في الخيام. وقال روجان ميشكت في مدينة سنندج الكردية: «سيموت كثيرون بسبب البرد. تقيم عائلتي في قرية قرب سربل ذهاب. لا يمكنني الذهاب إلى هناك، ولا أعلم إن كانوا أحياء أو أموات».