صيني» (لقاء الفنون والموسيقى مع إفريقيا والصين وأميركا اللاتينية) في القاهرة، ضمن دورة شهدت مشاركة واسعة وصلت إلى 26 دولة منها الكاميرون والمغرب وأوغندا وتوغو وتونس وساحل العاج ونيجيريا ومدغشقر والسودان وغانا والجزائر، والأرجنتين والكاريبي وكولومبيا من أميركا اللاتينية. وتميّز المهرجان بالتنوع فتضمّن نشاطات تحمل الروح العربية وأخرى يغلب عليها الطابع النوبي وثالثة ذات طابع زنجي، إضافة إلى رقصتي السالسا والرومبا المميزتين لثقافة أميركا اللاتنية وعروض بهلوانية واستعراضية مبهرة من الصين. وأقيمت النشاطات في أماكن عدة استهدفت خصوصاً الشباب، مثل مركز شباب الجزيرة وحديقة الأندلس وجامعة السادات. كما شهدت ساحة مركز الهناجر للفنون في فضاء دار الأوبرا عروضاً يومية وحفلتَي الافتتاح والختام، إذ شيدت خشبة مسرح ضخمة إلى جانب أكشاك خصصت لعرض مشغولات يدوية تحت اسم «سوق الحرف اليدوية والتصميم»، بمشاركة مؤسسات وجمعيات من السودان بالأكسسوارات والعطور، والمغرب بمنتجات جلدية وحرف تراثية، ومصر التي شاركت بعرض منتجات أطفال من ذوي الحاجات الخاصة. وحضرت الفنانة السعودية غدير حافظ صاحبة «مرسم إبداع الغدير للفنون التشكيلية» في المعرض الذي شهد أيضاً مشاركة لمصممة الأزياء السودانية هبة البشير التي تتميّز أعمالها بالحفاظ على الطابع التراثي. ولم تكن الأفلام غائبة عن المهرجان، إذ عُرضت مجموعة أفلام ما بين الروائية الطويلة والقصيرة من الجزائر وبوتسوانا وملاوي ومصر. وكرمت إدارة المهرجان عدداً من رموز الموسيقى على رأسهم اسم الملحن النوبي الراحل أحمد منيب الذي ساهم في انتشار الموسيقى النوبية ذات السلم الخماسي والإيقاعات المركبة، كما كرم المهرجان رائد موسيقى الجاز في مصر وعازف الدرامز يحيى خليل الذي عمل مع أشهر عازفي الجاز في الولاياتالمتحدة أواخر سبعينات القرن العشرين وعند عودته ألف أول فرقة جاز في مصر وأطلق عليها اسم «كايرو جاز كوادتيت»، أي رباعي القاهرة لموسيقى الجاز التي تعتبر ملهمة لمعظم الفرق الموسيقية التي شكّلت في ما بعد. كما كُرم المطرب التونسي لطفي بوشناق عن أعماله وهو أيضاً عازف عود ولديه مشروع غنائي يعمل على المزاوجة بين الأغنية الحديثة بإيقاعها السريع وبين الموروث الشعبي. ونال الطفل مينا أشرف علي جائزة تشجيعية للبراعم كأصغر عازف بيانو (ست سنوات)، وقد شارك في مناسبات عدة ونال شهادات تقدير وبلغت موهبته مداها حين عزف في حفلة كبيرة وهو معصوب العينين. ولقيت حفلة فرقة «أهالينا» السودانية تجاوباً كبيراً من الجمهور. وهي تمثل التنوع الثقافي الذي تتميز به السودان التي تضم 450 قبيلة عربية وزنجية. ويقول قائد الفرقة حسام الدين الظاهر ل «الحياة»: «أعمل في المقطوعات التي أؤلفها على وضع تصور درامي يواكب الرقصة المصاحبة، والمزج بين الإيقاعات العربية مثل المردوم عشرة بلدي وبين الموسيقى الجديدة». وبرزت أيضاً فرقة «أهل البلاد» من الجزائر التي تضم 94 راقصاً وراقصة. ويقول مدير الفرقة سجرر الي: «ألّفنا مزيجاً موسيقياً بين الراي والأغنية القديمة والرقص الشعبي في كل المناطق، وكذلك أغاني أفراح الزواج التي تسمى الوعدة».