طوكيو، طهران، شنغهاي - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - زار وزير الصناعة الياباني بانكي كاييدا أمس محطة فوكوشيما النووية المنكوبة، وهي الأولى لمسؤول حكومي إلى المحطة منذ بدء الأزمة فيها قبل نحو شهر. وتزامن ذلك مع تأكيد مسؤول علمي إيراني كبير ل «وكالة فارس للأنباء»، أن طهران قادرة «بسهولة» على مساعدة اليابان لمواجهة عواقب الكارثة النووية في فوكوشيما. وارتدى كاييدا بزة خاصة واقية ليلتقي العمال والفنيين المئة الذين يواصلون العمل ليل نهار في محاولة لتجنّب وقوع كارثة نووية قد تكون أخطر من كارثة تشرنوبيل عام 1986. وأعلن ناطق باسم وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة المسؤولة عن المفاعلات النووية ال 59 في اليابان، أن كاييدا يريد الإطلاع شخصياً على العمليات الجارية في المحطة. وزاد: «لقد عبّر عن دعمه لعمال فوكوشيما داييشي وقوّم الوضع على الأرض». كما زار كاييدا «القرية جي» المجمع الرياضي الضخم الذي يستخدمه الموظفون العاملون في المحطة قاعدة خلفية. وتقع هذه المباني داخل منطقة الحظر المفروضة في دائرة شعاعها 20 كيلومتراً حول الموقع، التي أخليت من السكان بسبب ارتفاع مستويات النشاط الإشعاعي فيها. وأقر الناطق باسم الحكومة يوكيو ايدانو ليل الجمعة - السبت بأن الوضع «غير مستقر» حتى الآن وأنه من الصعب في الظروف الحالية التكهّن بجدول زمني لتفكيك المحطة. وكانت مجموعة توشيبا اليابانية عرضت تفكيك المفاعلات الستة في المنطقة في غضون 10 سنوات. وباشرت شركة طوكيو للكهرباء (تيبكو) مشغلة المحطة منذ الخميس الماضي ولأيام عدة ضخ كميات من الأزوت في المفاعل الأول لمنع وقوع انفجار للهيدروجين. ومن الممكن تطبيق العملية ذاتها على المفاعلين الثاني والثالث. وكان مقرراً مساء أمس الانتهاء من عمليات تصريف 11500 طن من المياه الضعيفة الإشعاعات في المحيط الهادئ بحسب «تيبكو». وسيوزع صندوقان خيريان على المنكوبين في شمال شرقي البلاد مبلغاً أولياً مقداره 350 ألف ين (2800 يورو) عن كل فرد من العائلة قتل أو فقد وكذلك لقاء خسارة مساكنهم. وأعلنت الشرطة أمس عن حصيلة لا تزال موقتة وصلت إلى 12876 قتيلاً و14865 مفقوداً، يُعتقد أن تسونامي جرف جثثهم. ومن المقرر أن تشكل الحكومة بدءاً من الغد بعد مضي شهر بالتمام على الكارثة، لجنة خاصة مكلفة تنظيم إعادة الإعمار في منطقة توهوكو (شمال شرق). وعرض الاتحاد الياباني لأرباب العمل «كيدانرين» تصنيف هذه المنطقة «منطقة خاصة» معفية من الرسوم والضرائب لفترة ثلاث سنوات. وأكد محمد رضا أجهاميري مندوب إيران في مشروع «سيسام» للبحث النووي الدولي، أن «الخبراء الإيرانيين يستطيعون بسهولة مواجهة هذه الكارثة وتسوية المشكلة في اليابان»، معتبراً أن طهران تمتلك «على الأرجح قدرات تقنية أكثر أهمية من اليابان» على الصعيد النووي بالنظر إلى أن طوكيو تعتمد على التكنولوجيا الأميركية. سيسام» هو مشروع لتسريع الجزيئات يتخذ من الأردن مقراً، ويضم بضعة بلدان من الشرق الأوسط ومنها إيران وإسرائيل. وكان سلف أجهاميري على رأس الممثلية الإيرانية في «سيسام» مسعود علي محمدي أغتيل في كانون الثاني (يناير) الماضي في طهران. يذكر أن مياهاً ملوثة بالإشعاعات تسرّبت من أحواض تضمّ قضبان وقود مستنفد في محطة أواغاوا النووية في محافظة ميافي بعد الهزة الارتدادية العنيفة التي ضربت المنطقة الخميس الماضي وبلغت قوتها 7.4 درجة، وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح 132 آخرين. انقطاع موقت للكهرباء وذكرت وكالة الأنباء اليابانية «كيودو» أول من أمس أن أحواض الوقود المستنفد في محطتي أوناغاوا في مياغي وهيغاشيدوري في أوموري اللتين تشغّلهما شركة طوكيو للطاقة الكهربائية «تيبكو» فقدتا قدراتهما على التبريد لمدة 20 إلى 80 دقيقة بعد الهزة وارتفعت الحرارة فيهما. وأعلنت وكالة السلامة النووية والصناعية أن كمية قليلة من المياه الملوّثة بالإشعاع تدفقت على الأرض داخل مبنى المفاعلات الثلاثة في محطة أوناغاوا، التي أوقفت عملياتها بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب البلاد الشهر الماضي. وأشارت إلى أن الكهرباء انقطعت لبعض الوقت عن محطة هيغاشيدوري التي استعانت بمولّدات خاصة. لكن لم تسجّل أي مشاكل جديدة في محطة فوكوشيما بعد الهزة الارتدادية العنيفة. على صعيد آخر، أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن بكين ستحظّر استيراد المنتجات الزراعية من 12 منطقة في اليابان، من بينها الغذاء والمنتجات الزراعية التي تُستخدم كطعام والأعلاف. ولم تذكر «شينخوا» تفاصيل في شأن المناطق التي شملها القرار. علماً أن بلداناً عدة حظرت الواردات الزراعية والحيوانية من مناطق تقع قرب محطة فوكوشيما النووية.