يستعيد سكان محافظة الأحساء، على مدى تسعة أيام، جانباً من تاريخهم الذي يعود إلى صدر الإسلام، وذلك في قالب فني مدته 35 دقيقة، من خلال أحداث ملحمة «جواثا يسكنون»، التي عُرضت الأسبوع الماضي في افتتاح فعاليات «سوق هجر الثقافي والتراثي» في نسخته الثانية التي تنظمها «غرفة الأحساء»، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالتزامن مع إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، في قصر إبراهيم الأثري في حي الكوت، وسط مدينة الهفوف التاريخية. وتقدم الملحمة، التي كتبها سامي الجمعان، وأخرجها نوح الجمعان، وأدتها فرقة المسرح في جمعية الثقافة والفنون بحس فني، قصة إسلام قبيلة بني عبد القيس، ووفادتهم من موطنهم هجر (الأحساء حالياً) إلى المدينةالمنورة لمقابلة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وجسدت أدوار الملحمة مجموعة كبيرة من الممثلين. ويحكي العرض دخول بنو عبد القيس إلى الإسلام طوعاً. واشتملت على أحاديث للرسول عليه الصلاة والسلام في الثناء على القبيلة، وكذلك الدور الذي لعبه وفدها بعد إسلامهم، وبناء مسجد جواثا (ثاني مسجد صُليت فيه الجمعة في الإسلام)، وجوانب من تاريخ الأحساء. ولقي العرض الدرامي، الذي قدم في حضور محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي، تفاعلاً كبيراً من جانب الجمهور. وقال رئيس اللجنة التنفيذية للسوق رئيس اللجنة السياحية في الغرفة عبداللطيف العفالق، في كلمته خلال حفلة الافتتاح: «إن السوق تربط الأغصان اليانعة لحضارتنا الشامخة بجذورها العريقة الضاربة في عمق التاريخ»، مضيفاً: «منذ القدم يتوافد الناس على هذه الأرض، ليكتسوا حللاً بهية من إنتاجها ومراراً زاحمهم التاريخ عليها، ليجدد حلته ويبدو أكثر إشراقاً وتوهجاً»، مشيراً إلى أن هوية هذا المهرجان «ثقافية وتاريخية، ويجمع بين الغوص في تاريخ وحضارة المنطقة، ويقدمها بأسلوب ثقافي سياحي، يسعى للاحتراف، ويكون فرصة لتنمية الإبداعات ومواهب الأجيال الجديدة في مختلف المجالات». وذكر المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار في الأحساء علي الحاجي أن «التقارير الإحصائية من مركز الإحصاءات السياحية التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار (ماس)، أوضح أن متوسط الإنفاق للفرد السائح الزائر لسوق هجر في العام الماضي بلغ 1430 ريالاً، توزعت بين الإيواء والتسوق والأكل والترفيه»، مضيفاً أن الإنفاق من السياح على مهرجانات العام الماضي على مستوى البلاد «وصل إلى بليون ريال من أكثر من 10 ملايين سائح».