حمّلت موسكوواشنطن مسؤولية فشل مساعٍ إلى عقد لقاء للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في فيتنام. وتراجع ترامب عن «تبرئة» موسكو من اتهامات بتدخلها في انتخابات الرئاسة الأميركية، مؤكداً ثقته بالنتائج التي توصلت اليها أجهزة الاستخبارات الأميركية في هذا الصدد، لكنه ندّد ب «حاقدين وأغبياء» اعتبر أنهم لا يدركون اهمية العلاقات «الجيدة» بين الولاياتالمتحدةوروسيا. والتقى ترامب وبوتين ثلاث مرات لفترة وجيزة في فيتنام، على هامش قمة «منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا - المحيط الهادئ» (أبيك)، لكنهما لم يجريا محادثات ثنائية. وأسِف الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لأن «الجانب الأميركي لم يطرح أي بدائل، على رغم جهود بذلها زملاؤنا الروس». وأضاف أن الأميركيين «لم يعرضوا سوى موعد واحد يناسب الجانب الأميركي، ومكان واحد كان الأميركيون استأجروه. لم يبدِ الأميركيون مرونة ولم يعرضوا أي اقتراحات بديلة. لذلك لم يُعقد الاجتماع». وأكد بيسكوف أن ترامب سأل بوتين خلال أحاديثهما «هل يمكن أن تكون المعلومة صحيحة» عن تدخل موسكو في الانتخابات الأميركية و «إلى أي مدى»، وزاد ان بوتين «فسّر موقفه وهو أن روسيا لم تتدخل في أي انتخابات ولا يمكن أن يكون الوضع على هذا النحو». ونقل عن بوتين قوله إنه لا يفهم «التصريحات التي تصدر في الولاياتالمتحدة عن الملف وأنها بلا أساس». وكان الرئيس الأميركي قال السبت انه «يصدّق» بوتين حين يبلغه انه «لم يتدخل إطلاقاً في انتخاباتنا»، لافتاً الى أن الأمر يشكّل «إهانة بالغة له». لكن ترامب لم يجب عن سؤال مباشر هل يصدّق نفي بوتين، قائلاً: «لا أستطيع أن أجادله. أفضّل أن يخرج من سورية، وأن أعمل معه في شأن أوكرانيا، بدل الجدال في شأن حدوث ذلك أم لا». وكتب ترامب أمس على موقع «تويتر»: «متى يُدرك جميع الحاقدين والأغبياء ان العلاقة الجيدة مع روسيا هي امر جيد وليس سيئاً. انهم يمارسون دوماً ألاعيب سياسية - أمر سيء بالنسبة الى بلدنا. اريد ان أسوّي (أزمات) كوريا الشماليةوروسياوأوكرانيا والإرهاب، وروسيا يمكنها تقديم مساعدة هائلة!» في هذا الصدد. وأغضبت تصريحات ترامب نواباً ديموقراطيين، بينهم آدم شيف الذي اعتبر أن الرئيس الجمهوري «يعلم ان الروس تدخلوا» في الانتخابات. كما أصرّ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) مايك بومبيو على اتهاماته موسكو بالتدخل في الانتخابات، اذ ورد في بيان أصدرته الوكالة ان «المدير (بومبيو) يؤيّد، كما فعل دوماً، تقرير كانون الثاني (يناير) 2017» الصادر عن أجهزة الاستخبارات الأميركية حول التدخل الروسي في الانتخابات. وأضاف البيان ان «خلاصات اجهزة الاستخبارات (الأميركية) في ما يتعلّق بالتدخل الروسي لم تتغيّر». كما اعتبر المدير السابق ل «سي آي إي» جون برينان ان على ترامب أن «يخجل» من مهاجمته أجهزة الاستخبارات في شأن ملف روسيا. وأضاف: «نظراً الى مصدر الانتقادات، اعتبر هذا النقد وسام شرف. مؤسف ان يهاجم ترامب ويشكّك في نزاهة وطباع جيمس كلابر الذي خدم 35 سنة»، في اشارة الى المدير السابق لأجهزة الاستخبارات الوطنية. وسعى ترامب أمس الى احتواء الانتقادات التي أثارتها تصريحاته، مؤكداً أنه يتفق مع تقويم أجهزة الاستخبارات الأميركية في هذا الصدد. وأضاف في اشارة الى بوتين: «أعتقد بأن لديه شعوراً بأنه او بلاده لم يتدخلا في الانتخابات. يعتقد ما يعتقده. أما في ما يتعلّق بما اذا كنت أصدّقه أم لا، فأنا مع وكالاتنا، خصوصاً في شكلها الحالي، وبقيادتها الحالية إذ يقودها أشخاص جيدون. أثق كثيراً في وكالاتنا الاستخباراتية». بحر الصينالجنوبي الى ذلك، أبلغ ترامب نظيره الفيتنامي تران داي كوانغ استعداده للمساعدة في تسوية نزاع على السيادة على بحر الصينالجنوبي، والذي تزعم بكين سيادتها على معظمه. وقال خلال زيارة رسمية لهانوي: «اذا كنت أستطيع المساعدة في التوسط أو فضّ الخلاف، يُرجى إبلاغي بذلك، انا وسيط جيد جداً». وأكد كوانغ تمسك فيتنام بتسوية النزاعات في البحر الجنوبي عبر التفاوض السلمي وعلى أساس القوانين الدولية، علماً انه التقى في هانوي امس الرئيس الصيني شي جينبينغ. ووقّع ترامب عقوداً خلال زيارته فيتنام، متعهداً «زيادة هائلة في حجم التجارة» مع الولاياتالمتحدة سيبلغ «بلايين» الدولارات. وتجنّب طرح مسألة حقوق الإنسان في بلد شيوعي يخضع لسلطة حزب واحد ويقمع المعارضة. وانتقل الرئيس الأميركي أمس إلى الفيليبين حيث يشارك في قمة «رابطة دول جنوب شرقي آسيا» (آسيان)، وفي اجتماع لقادة هذه المنظمة مع دول أخرى من شرق آسيا. والفيليبين هي آخر محطات جولة آسيوية لترامب شملت أيضاً اليابانوالصين وكوريا الجنوبية. وقبل ساعات من وصوله، استخدمت شرطة مكافحة الشغب خراطيم ماء لمنع مئات من المحتجين المناهضين للولايات المتحدة، من الوصول إلى سفارتها في مانيلا، حاملين لافتات كُتب عليها «يسقط ترامب» و «تسقط الأمبريالية الأميركية». وسيلتقي ترامب الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي رسمياً اليوم، والذي اعتبر أمس أن «من الأفضل ترك ملف بحر الصينالجنوبي وشأنه». وأضاف: «علينا أن نكون أصدقاء. هناك متهوّرون يودّون أن نواجه الصين والعالم في شأن ملفات كثيرة. لا يمكن أحداً تحمّل خوض حرب». ووقّعت هونغ كونغ اتفاقيتَي تجارة حرة واستثمار مع «آسيان»، في ما اعتُبر صوت اعتراض «واضح ومدوّ» على تنامى الحمائية التجارية في المنطقة.