رفضت إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما دعوة وجّهها الفريق الانتقالي لخلفه دونالد ترامب، إلى التدخل ووقف الهجمات التي يتعرّض إليها الأخير، بعدما اعتبر النائب جون لويس، إيقونة مناهضة التمييز العنصري في الولاياتالمتحدة، أن ترامب «ليس رئيساً شرعياً». إلى ذلك، نبّه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) جون برينان ترامب إلى أن «العفوية ليست شيئاً يحمي مصالح الأمن القومي»، وزاد: «عندما يتحدث أو يتفاعل، (يجب) التأكد من أنه يدرك أن تأثير ذلك في الولاياتالمتحدة قد يكون عميقاً. الأمر أكثر من السيد ترامب، (ويمسّ) الولاياتالمتحدة». وحذره من إعفاء روسيا من اتهامات بتدخلها في انتخابات الرئاسة الأميركية، لترجيح كفة ترامب. ووصف رينس بريبوس، أبرز موظفي البيت الأبيض خلال عهد ترامب، النائب جون لويس بأنه «غير مسؤول»، واتهمه بإطلاق «عاصفة»، بعدما اعتبر أن ترامب «ليس رئيساً شرعياً»، مرجّحاً أن يكون التدخل الروسي في الانتخابات ساعده في الفوز. وقال بريبوس إن على أوباما «التدخل»، مضيفاً: «ما يحدث خطأ، وكيفية تعامل ديموقراطيين مع الرئيس المنتخب خاطئة». وعلّق دنيس ماكدونو، أبرز موظفي البيت الأبيض خلال عهد أوباما، على دعوة بريبوس مؤكداً أن الرئيس المنتهة ولايته «لن ينخرط في الأمر الآن». وتابع أن على ترامب تسوية خلافاته مع لويس من أجل «توجيه رسالة إلى الشعب الأميركي (مفادها) ليس فقط أننا مستعدون للعمل معاً، ولكن (لكي نقول) للروس إننا متحدون». روسيا في موسكو، أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن بلاده تواجه تزايداً في الهجمات الإلكترونية من الخارج. وقال: «لاحظنا في الفترة الأخيرة زيادة ضخمة في محاولات الإضرار بنظم المعلومات الروسية من قوى خارجية. شركات خدمة الإنترنت العالمية تُستخدم على نطاق واسع، والأساليب التي تستخدمها تتطور باستمرار». واتهم باتروشيف، وهو رئيس سابق لجهاز الاستخبارات الروسي وحليف مقرّب من الرئيس فلاديمير بوتين، إدارة أوباما ب «تعمّد تجاهل أن خوادم الإنترنت الأساسية موجودة في الولاياتالمتحدة، وتستخدمها واشنطن لأغراض الاستخبارات وأهداف أخرى، من أجل إبقاء هيمنتها العالمية». واستدرك أن موسكو تأمل بإجراء «اتصالات بنّاءة» مع إدارة ترامب. وفنّدت موسكو معلومات أفادت باستعدادات للقاء محتمل بين بوتين وترامب، إذ قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن «لا محادثات بعد» في هذا الصدد. أتى ذلك بعد ساعات على نفي مساعدَين بارزين للرئيس الأميركي المنتخب، تقريراً في هذا الشأن، إذ اعتبراه «محض خيال». لقاء أميركي روسي؟ وكانت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أوردت أن ترامب الذي سيبدأ مهماته في 20 الشهر الجاري، أبلغ مسؤولين بريطانيين أن هناك خطة للقاء مع بوتين، مضيفة أن موسكو ستوافق على الأمر. ورجّحت عقده في إيسلندا التي ساهمت في إعادة العلاقات بين الاتحاد السوفياتي والولاياتالمتحدة، خلال قمة ريكيافيك عام 1986 بين الرئيس الأميركي رونالد ريغان والزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشيف. وأضافت أن الرئيس المنتخب يريد بذلك تحسين العلاقات مع الكرملين، لافتة إلى أنه سيبدأ العمل على اتفاق للحدّ من الأسلحة النووية. وأعلن وزير الخارجية الإيسلندي غودلوغور ثور ثوردارسون إن بلاده «لم تتلقَ طلباً في هذا الصدد»، مستدركاً إنها مستعدة لاستضافة لقاء يتيح تحسين العلاقات بين موسكووواشنطن. وكان ترامب أبلغ صحيفة «وول ستريت جورنال» أنه سيبقي العقوبات التي فرضها أوباما على روسيا، بسبب القرصنة الإلكترونية، «لفترة من الوقت على الأقل». واستدرك أنه قد يرفع العقوبات، إذا ساعدت موسكوواشنطن في مكافحة تنظيم «داعش» وفي تحقيق أهداف أميركية أخرى. الصين – تايوان في غضون ذلك، أكدت بكين أن مبدأ «صين واحدة» ليس قابلاً للتفاوض، بعدما حذر ترامب من أن «كل الأمور مطروحة للتفاوض، بما في ذلك صين واحدة»، إذا لم تغيّر بكين ممارساتها. وقال ناطق باسم الخارجية الصينية إن «مبدأ صين واحدة ليس قابلاً للتقاوض، وهو الأساس السياسي للعلاقات الصينية - الأميركية للتفاوض». وأضاف: «ليس هناك في العالم سوى صين واحدة، وتايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وحكومة الصين هي الشرعية الوحيدة التي تمثلها». وحضّ «الطرف المعني في الولاياتالمتحدة على إدراك الحساسية الكبرى لقضية تايوان، واحترام الالتزامات التي قطعتها الإدارات الأميركية السابقة، وتجنّب تقويض التطور الثابت للعلاقات الثنائية».