تجنّب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإفصاح عن رأيه في تكرار نظيره الروسي فلاديمير بوتين نفي «تدخل» بلاده في انتخابات الرئاسة الأميركية، مشيراً إلى أن الأخير يشعر ب «إهانة» من هذا الاتهام. وتحدث الرئيس الروسي في هذا الصدد عن «أوهام» تحرّكها اعتبارات سياسة داخلية في الولاياتالمتحدة. وكانت أجهزة الاستخبارات الأميركية خلصت إلى أن موسكو تدخلت في انتخابات 2016، لمساعدة ترامب على الفوز. لكن الرئيس شكّك في النتائج التي توصلت إليها. واتهم المحقق الخاص روبرت مولر في هذا الملف ثلاثة مستشارين سابقين لترامب، بينهم بول مانافورت، المدير السابق لحملته الانتخابية، ونائبه السابق ريك غيتس. وأفادت وكالة «رويترز» بأن فريق مولر استجوب سام كلوفيس، وهو واحد من مديري حملة ترامب، لتحديد هل أن الرئيس أو مساعديه «على علم بالمحادثات مع روسيا ومَن أقرّها أو وجّهها». وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن مسؤولي البيت الأبيض تفاوضوا وراء الكواليس مع الكرملين في شأن عقد اجتماع رسمي بين ترامب وبوتين. لكن اللقاء لم يحدث، واكتفى الرئيسان بالتصافح وتبادل أحاديث وجيزة ثلاث مرات، على هامش قمة «منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا- المحيط الهادئ» (أبيك) في مدينة دانانغ وسط فيتنام. وأشار الرئيس الأميركي إلى إجرائه حوارَين وجيزَين جداً أو ثلاثة مع نظيره الروسي الذي برّر عدم عقد لقاء رسمي بترتيبات مرتبطة بمواعيد وتدابير بروتوكولية. واتهم بوتين مناهضين لترامب بتلفيق وجود صلة بين روسيا ومانافورت، نافياً تكهنات بتأثير موسكو في الانتخابات، من خلال إعلانات سياسية على مواقع التواصل الاجتماعي، بينها «فايسبوك» و «تويتر». وأضاف: «لا تأكيد على تدخل وسائل إعلامنا في الحملات الانتخابية، ولا يمكن أن يكون هناك أي تدخل. كل ما يتعلّق بما يُسمى الملف الروسي في الولاياتالمتحدة هو انعكاس لنزاعات سياسية داخلية مستمرة». ووضع مزاعم بأن ابنة أخته التقت جورج بابادوبولوس، وهو مستشار سابق لترامب، في إطار «أوهام»، وزاد: «لا أعرف شيئاً عن ذلك». ووصف بوتين ترامب بأنه «شخص دمث ومريح في التعامل»، مضيفاً: «لا نعرف الكثير عن بعضنا، ولكن الرئيس الأميركي متحضّر جداً في سلوكه وودود. أجرينا حواراً عادياً ولكنه وجيز للأسف». لكنه لوّح بردّ على «تقييد» الولاياتالمتحدة «حرية التعبير لمؤسسات إعلامية روسية» تعمل على أراضيها، بعدما طلبت واشنطن من شبكة «روسيا اليوم» المموّلة من الكرملين التسجيل بصفتها «وكيلاً لجهة أجنبية». أما ترامب فقال في إشارة إلى بوتين: «لدينا مشاعر طيبة جداً إزاء بعضنا بعضاً، وعلاقة طيبة في ضوء أن أحدنا لا يعرف الآخر جيداً». وأضاف: «في كل مرة يراني، يقول (بوتين) إنه لم يتدخل إطلاقاً في انتخاباتنا. أصدّق ذلك عندما يخبرني هو بذلك، إنه يعني ذلك. أعتقد بأن ذلك ينطوي على إهانة بالغة له، وهذا أمر غير جيد بالنسبة إلى بلادنا». ووصف الاتهامات في هذا الصدد ب «حاجز مصطنع» شيّده خصومه الديموقراطيون، وتابع: «وجود علاقة جيدة مع روسيا أمر عظيم. سيموت ناس نتيجة ذلك». لكن ترامب لم يجب عن سؤال هل يصدّق نفي بوتين، قائلاً: «لا أستطيع أن أجادله. أفضّل أن يخرج من سورية، لكي أكون صادقاً. وأفضّل أن أعمل معه في شأن أوكرانيا، بدل الجدال في شأن حدوث ذلك أم لا». ولفت إلى أن بوتين «يمكن أن يساعد (واشنطن) في (ملف) كوريا الشمالية»، وتابع: «إذا ساعدتنا روسيا إضافة إلى الصين، ستتبدّد هذه المشكلة أسرع كثيراً». ووصف ترامب فيتنام بأنها «واحدة من المعجزات العظيمة في العالم». واعتبر أن واشنطن وهانوي «قطعتا شوطاً طويلاً»، في إشارة إلى حرب فيتنام، مضيفاً أن «لا شيء أكثر إثارة للإعجاب» من نجاح البلاد.