تصاعدت وتيرة المواجهات التي اندلعت فجر امس في محافظة ديالى بين القوات العراقية وعناصر منظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة في معسكر «أشرف»، وتباينت تقديرات عدد الضحايا. وأكد الناطقون باسم المنظمة سقوط مئات القتلى والجرحى. واندلعت المواجهات مساء الخميس، عندما تصدى عناصر المنظمة لنشر قوة امنية في مقبرة معسكر «أشرف»، ما أدى الى اشتباكات بالأيدي والعِصِيّ والحجارة ومقتل أحد عناصر «مجاهدين خلق» وإصابة 12 آخرين، كما أصيب 13 عنصراً من قوات الأمن، بينهم ضابط، على ما أفادت المصادر الرسمية. لكن الناطق باسم المنظمة محمد إقبال، أكد خلال اتصال مع «الحياة» مقتلَ 31 عنصراً، بينهم 6 نساء وجرح اكثر من 320 آخرين خلال المواجهات التي استمرت حتى ظهر أمس. وقال إقبال إن القوات العراقية التي اقتحمت المعسكر، فتحت النار من أسلحة خفيفة ومتوسطة. ونفى الناطق باسم قيادة الشرطة المقدَّم غالب عطية الكرخي، سقوطَ هذا العدد من القتلى والجرحى، وقال ل «الحياة» إن «الاشتباكات اندلعت بعد رفض عناصر المنظمة نشر وحدة لحماية مقبرة أشرف». وأشار الى ان «المنظمة تسعى الى فرض أمر واقع برفضها الحماية الامنية المتوافرة لها، إضافة الى لجوئها الى العنف والاعتداء على الاجهزة الامنية». وأضاف ان «الحصيلة الامنية تشير الى مقتل عضو في المنظمة وإصابة 12 آخرين، فيما اصيب 13 من عناصر الامن». وكانت المنظمة الايرانية أكدت في بيان، أن «قوات تابعة للجيش قامت بارتكاب جريمة غير مسبوقة إثر مقتل 25 من عناصرنا خلال مواجهات الجمعة، متهمة القوات الأمنية بإطلاق النار على سكان أشرف، ما أسفر عن إصابة 325». وأفادت المنظمة لاحقاً أن 6 نساء قتلن، ليرتفع عديد القتلى الى 31 قتيلاً. وقال منصور علي، الطبيب في مستشفى الخالص العام القريب من معسكر «أشرف» ل «الحياة»، إن المستشفى تلقى 3 جثث لإيرانيين، فيما تمت معالجة 12 من عناصر الجيش بينهم ضابط برتبة مقدم». من جهتها، أكدت غرفة العمليات في ديالى، أن «الاشتباكات وقعت بعد الرابعة صباحاً بالسلاح الابيض والحجارة والقناني الزجاجية والعصي». وكانت مواجهات مماثلة اندلعت بين قوات امنية وعناصر المنظمة في تموز (يوليو) 2009، إثر تولّي القوات العراقية الملف الامني في معسكر أشرف، الذي يضم نحو 3500 معارض ايراني، أسفرت عن إصابة 12 شخصاً. الى ذلك، أعربت وزارة الدفاع الأميركية عن قلقها حيال الأحداث في المخيم، داعيةً الحكومة إلى ضبط النفس. وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في أربيل، إن «التقارير التي تحدثت عن وقوع قتلى وجرحى في معسكر اشرف تثير القلق الشديد». ودعا «السلطات العراقية إلى ضبط النفس». وكان رئيس الوزراء نوري المالكي أكد في تصريحات سابقة، أن «العراق لم يعد مكاناً لأفراد منظمة مجاهدين خلق المعارِضة للنظام الإيراني. وقد خُيِّر عناصر المنظمة بين العودة الى بلدهم أو اختيار بلد ثالث للإقامة فيه». وتفرض السلطات العراقية حظراً على خروج او دخول عناصر المنظمة الذين اتخذوا شمال قضاء الخالص معسكراً لهم.