نفت منظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية وجود اتفاق بينها وبين الحكومة العراقية على نقل عناصرها، داعية الى رفع الحصار المفروض عليها من الحكومة. جاء ذلك فيما تظاهر مئات من أهالي مدينة السماوة جنوب البلاد، احتجاجاً على نية الحكومة نقل عناصر المنظمة إلى المحافظة. وقال الناطق باسم المنظمة الايرانية المعارضة محمد اقبال إن «الحكومة العراقية تتحدث عن حصول اتفاق وهمي مع سكان مخيم أشرف على نقلهم، في وقت شدّدت الحصار المفروض منذ 10 كانون الأول (ديسمبر) الماضي على أشرف، وبات يشمل المواد الغذائية والطبية». ونفى اقبال موافقة المنظمة على الانتقال الى مدينة أخرى أو اختيار بلد ثالث للإقامة فيه. وأضاف: «ليس في وارد منظمة «مجاهدين خلق» الانتقال إلى أي من المدن العراقية أو اختيار بلد ثالث للإقامة فيه». واعتبر أن «ادعاء الحكومة لا أساس له من الصحة»، محذراً من اجبار المنظمة على الانتقال الى مدينة عراقية أخرى. وأضاف أن «نقل وتهجير سكان مخيم أشرف عمل غير قانوني، وسيؤدي إلى وقوع كارثة إنسانية». وتواجه المنظمة التي منحها النظام السابق لجوءاً سياسياً في ثمانينات القرن الماضي، ضغوطات عراقية بهدف اخراجها من البلاد، في وقت تتهم فيه «مجاهدين خلق» الحكومة والأحزاب السياسية الشيعية بتنفيذ رغبة نظام الحكم في ايران. وكان الناطق باسم الحكومة العراقية قال إن هناك اتفاقاً بين الحكومة و«مجاهدين خلق» على نقل عناصرها إلى مكان آخر غداً الثلثاء. كما نفى الناطق باسم قيادة شرطة ديالى الرائد غالب الكرخي ل «الحياة» فرض حصار على المنظمة. وأكد أن «ادعاءات المنظمة بفرض حصار غذائي وطبي عارية عن الصحة، وأن الهدف منها استقطاب الرأي العام لتأييد اصرارها على البقاء في البلاد». الى ذلك، تظاهر آلاف الأشخاص في محافظة المثنى ومركزها مدينة السماوة (280 كيلومتراً جنوب بغداد) للتنديد بميل الحكومة المركزية إلى نقل معسكر أشرف الى المحافظة. ورفع المتظاهرون خلال التظاهرة التي أقيمت في ساحة الاحتفالات وسط مدينة السماوة في حضور المحافظ ابراهيم سلمان الميالي، عشرات اللافتات التي تستنكر هذا الاقتراح. وأعرب المحافظ في كلمته عن أمله في أن تعيد الحكومة المركزية النظر في فكرة استقدام معسكر أشرف الذي يضم عناصر «منافقي خلق»، وهو التعبير الذي يستخدمه عادة القادة الإيرانيون في وصف المنظمة. وأضاف: «في وقت نندد فيه بالإرهاب الأعمى الذي يضرب عاصمتنا الحبيبة بغداد ونعزي شعبنا بالفاجعة الأليمة، فإننا نرفض وبشكل قاطع وبكافة شرائح مجتمعنا استقدام هذه المنظمة إلى المحافظة». يذكر أن وفوداً رسمية زارت محافظة المثنى للبحث في إمكان نقل منظمة «مجاهدي خلق» من محافظة ديالي إلى المثنى. ولم يصدر أي قرار رسمي حتى الآن في شأن مكان نقل المنظمة. وكان الدباغ أبلغ الصحافيين بأن في امكانهم زيارة معسكر مقترح للمنظمة في بغداد. وجاءت تلك التصريحات بعد يوم من تأكيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نيته نقل المنظمة الى معسكر «نقرة سلمان» في صحراء المثنى. يشار إلى أن قوات أمنية عراقية كانت دخلت إلى معسكر أشرف في تموز (يوليو) الماضي بهدف بسط سيطرتها عليه، ما أدى إلى وقوع اشتباكات أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص وجرح 400 آخرين من سكان المعسكر، فضلاً عن قتيلين و60 جريحاً من العناصر الأمنية العراقية. وتتخذ منظمة «مجاهدين خلق» المعارضة للحكومة الإيرانية من معسكر أشرف في محافظة ديالى (شمال شرقي بغداد) مقراً لها منذ نقلت قيادتها إلى العراق عام 1985، وحظيت حينها برعاية من النظام السابق، إذ أخذت تشن هجمات في إيران. وفي السياق ذاته، حذر النائب الثاني لرئيس مجلس المثنى سلام حمزة معيوف من أن نقل المنظمة اليها سيفتح أبواب المحافظة للتحركات الاستخباراتية الدولية. وأضاف أن «المحافظة ستكون بالتالي ساحة لتلك التحركات. وهذا ما لا نأمله وسنرفضه». وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية إيان كيلي قال يوم الجمعة الماضي: «نطلب بإلحاح من السلطات العراقية أن تتم عملية نقل معسكر أشرف في طريقة شرعية وإنسانية».