ربما كانت الحروب مناسبة مواتية لبزوغ نجوم جدد، وظهور أسماء تنفض عن نفسها غبار البقاء في الحدود الضيقة، إلى الشهرة العالمية، فعلى طريقة وزير الإعلام العراقي في عهد الرئيس السابق صدام حسين محمد الصحاف، فإن مذيعة قناة الليبية الفضائية هالة مصراتي نجحت في أن تكون «لساناً ناطقاً» باسم نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. ومصراتي التي ولدت في طرابلس وتحمل شهادة الماجستير في التنظيم القضائي الدولي، بزغت كأحد نجوم نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، الذين ينافحون عنه بكل قوة، فبعد ظهورها على شاشة القناة معارضة لتبني مجلس الأمن، وواصفة هذا القرار بأنه «محرم شرعاً»، ظهرت مجدداً بثوب المحقق مع الإعلامية السورية رنا، والتي تم اعتقالها على خلفية اتصال لها بالثوار في 17 آذار (مارس) الماضي، وتم توجيه تهمة التخابر مع العدو إليها، فضلاً عن تهجمها على مواطنتها إيمان العبيدي، والتي ادّعت أن عدداً من أفراد قوات القذافي قاموا باغتصابها أكثر من مرة. ولعل مصراتي التي نجحت في حفر اسمها في عالم الأدب من خلال عدد من المنتوجات الأدبية، كان من أبرزها مخطوط قصصي بعنوان «للقمر وجه آخر» عن الدار العربية للموسوعات عام 2007، ورواية «نظرة بيضاء» عن دار مريث عام 2009، تمكنت من الرسوخ بقوة في أذهان متابعي أخبار بلادها، وجعلت من برنامجها «المحلي» متابعاً على المستوى الإعلامي، خصوصاً بعد أن قالت أخيراً في برنامج «ليبيا اليوم» مدافعة عن قرار حظر التجول ومنع صلاة الفجر: «يا أهلنا إحنا مش هدفنا نخليكم متصلوش لما نقول إن الخروج لصلاة الفجر محظور، وبعدين إيش ها اللي بيجي من المساجد اليومين دول؟ الفساد من المساجد والتحريض والتخريب، إحنا مسلمين وقائدنا مسلم أسلم على يديه الملايين، قائدنا بنى مساجد في أفريقيا بالملايين»، واستطردت قائلة: «شوفوا يا أخوتي كيف صارت الأحوال، بلدنا في خطر، ولكننا بننتصر بقائدنا إن شاء الله». مواقع التواصل الاجتماعي، وشبكات الانترنت تناقلت أحاديث مصراتي بنهم، متندرة تارة، ومنتقدة لأسلوبها التحريضي تارة أخرى، ولكن يبدو جلياً أن المذيعة الليبية هالة مصراتي نجحت في أن تكون نجمة لأحداث ليبيا على طريقة القذافي وأبنائه، في وقت يتساءل فيه الجميع عن إمكان بقائها وحيدة في ظل الانشقاقات التي تدهم صفوف حكومة الزعيم الليبي أخيراً.