هددت إسرائيل حركة «حماس» في قطاع غزة بدفع ثمن التصعيد العسكري المتمثل بإطلاق قذائف صاروخية على البلدات الإسرائيلية في الجنوب المحاذية للقطاع. وحذر نائب وزير الدفاع ماتان فلنائي من أن «ثمة مؤشرات» لبدء حرب استنزاف، فيما وصف رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي الأوضاع على الحدود مع قطاع غزة ب «الهشة والقابلة للانفجار». ورأى فلنائي، في حديث مع الإذاعة العبرية صباح أمس أن الأوضاع على الحدود مع قطاع غزة «ما زالت بعيدة عن حرب استنزاف إلا أنها من دون شك أخذت تحمل مؤشرات حرب كهذه». وأضاف إن «جماعات متطرفة» معارضة لحركة «حماس» هي التي تطلق معظم القذائف الصاروخية من قطاع غزة، لكن «حماس تعرف جيداً مغزى رد الجيش الإسرائيلي على قصف الجنوب». وقال الجنرال أشكنازي أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أمس إن الوضع على الحدود مع القطاع «يمكن أن يصبح هشاً وقابلاً للانفجار، ولا توجد لدينا ضمانات بأن لا يتدهور». وأضاف، في أعقاب سقوط قذيفة قرب روضة للأطفال في منطقة عسقلان (أشكلون) إن «ثمة تصعيداً في النشاط العسكري (الفلسطيني) في القطاع على خلفية رغبة المسلحين بزيادة عملياتهم، وأن الجيش يركز نشاطه حتى الآن خلف السياج الأمني على مسافة عشرات ألأمتار منه لمنع المخربين من الوصول إلى بلدات إسرائيلية». وتابع أنه خلال الأشهر الأخيرة قام الجيش الإسرائيلي ب112 عملية «ضد المخربين» أسفرت عن قتل 60 منهم، بينهم الخمسة الذين قتلوا مساء السبت الأخير. وأضاف:»هاجمنا (أول) أمس أهدافاً ومواقع لحركة حماس على طول الجبهة»، مشيراً إلى أنه للمرة الأولى منذ الحرب على القطاع قبل عامين يتم استهداف مواقع تابعة لناشطي «حماس» وإصابة عدد منهم. وزاد أنه مع بدء السنة الجديدة ستدخل منظومة «القبة الحديد» الخدمة العملانية، «وسنقرر كيف وأين ننصبها». وكان مصدر عسكري أفاد أن اشكنازي هو الذي أصدر تعليماته بأن تستهدف الغارة الجوية التي شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية ليل السبت على القطاع عناصر من حركة «حماس» بهدف توجيه تحذير الى قيادتها من عواقب تصعيد الأوضاع الأمنية. ونقلت الإذاعة العامة عن أوساط أمنية إسرائيلية قولها إن قيادة «حماس» في غزة، وليس في سورية، هي التي تقف وراء التصعيد الأمني منذ أسبوعين على رغم أن أفرادها ليسوا ضالعين في القصف وذلك لأسباب مختلفة داخلية واستراتيجية، بينها اختبار الرد الإسرائيلي على العمليات «على رغم أن القيادة لا ترغب في تصعيد أمني وفقدان السيطرة». إلى ذلك أشار مصدر عسكري الى أن إطلاق القذائف من قطاع غزة أصبح في الفترة الأخيرة أكثر دقة. وتطرق أشكنازي أيضاً إلى الوضع في لبنان، وقال إن هناك توتراً عشية القرار الظني المتوقع في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري. وتابع أن إيران تواصل التقدم في مشروعها النووي «لكن هناك صعوبات تواجهها من مختلف الاتجاهات»، مشيراً الى أن «إيران فوجئت بحجم العقوبات الدولية بينها العقوبات الصينية والروسية». إلى ذلك، حذر أشكنازي من اتساع ظاهرة المتهربين من الخدمة العسكرية الإلزامية، مشيراً إلى أنه بعد 12 عاماً سيكون 50 في المئة من الملزمين الخدمة معفيين منها، لأنهم من اليهود المتزمتين (الحرديم) والعرب «وهذه مشكلة اجتماعية تستوجب تجنيد كل هؤلاء»، وأضاف انه «يجب تجنيد الحرديم وفرض خدمة وطنية على العرب أيضاً». وتشير هذه التصريحات الى تزايد حدة التوتر بين قطاع غزة وإسرائيل اثر التصعيد في تبادل إطلاق القذائف والصواريخ الفلسطينية والقصف الجوي الإسرائيلي، كان آخرها مساء أمس غارة إسرائيلية على القطاع بعد قصف مستوطنة «زيكيم» شمال غزة صباحاً. وكانت الشرطة الإسرائيلية أعلنت أمس سقوط قذيفة صاروخية على منطقة زراعية إسرائيلية في مدينة عسقلان قريبة من حضانة للأطفال أدى إلى إصابة شخص واحد بجروح طفيفة وآخريْن بالهلع. ووفقاً للجيش الإسرائيلي فإن الفلسطينيين قصفوا جنوب إسرائيل ب 14 قذيفة صاروخية في اليومين الأخيرين، مضيفاً أنه في المجمل تعرضت المنطقة ذاتها إلى أكثر من 200 صاروخ وقذيفة هاون أطلقت من القطاع هذا العام. وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت غارات ليل الاثنين الثلثاء على منشآت مدنية في قطاع غزة أسفرت عن إصابة ثلاثة بجروح وتدمير عدد من المنازل والمنشآت وإلحاق أضرار بأخرى. وقال الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ أدهم أبو سلمية إن ثلاثة مواطنين أصيبوا جراء الغارات التي شنتها طائرات الاحتلال في مناطق مختلفة من القطاع. واستهدفت إحدى الغارات منطقة زراعية تقع شمال بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، ما أسفر عن إلحاق أضرار بالغة بمزرعة دواجن. كما استهدفت غارة أخرى منزل الشهيد ماجد أبو معمر جنوب غربي معبر «صوفا» التجاري شمال شرقي مدينة رفح جنوب القطاع، ما أدى الى تدميره كلياً، من دون وقوع إصابات في صفوف المواطنين. وألحق القصف أضراراً بالغة في منزلين مجاورين. كما أطلقت طائرات حربية إسرائيلية صاروخاً على مصنع للألبان في «مدينة أصداء للإنتاج الإعلامي» شمال غربي مدينة خان يونس، ما أسفر عن تدميره كلياً، وإصابة أحد حراسه بجروح طفيفة. واستهدف صاروخ رابع منطقة زراعية تقع شرق مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع، من دون وقوع إصابات. واستهدفت غارة خامسة نفقاً أسفل الشريط الحدودي مع مصر جنوب مدينة رفح بصاروخ، من دون إصابات، فيما استهدفت غارة أخرى موقع تدريب تابع لكتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة «حماس» يقع غرب مدينة خان يونس، ما أسفر عن إصابة ناشطين بجروح متوسطة، وإلحاق أضرار بالموقع. وفي مدينة غزة استهدفت طائرة إسرائيلية مجموعة من المقاومين في منطقة تقع شرق حي الزيتون من دون وقوع إصابات في صفوفها.