تشهد سماء دبي منذ أيام استعراضات تدريبية لعشرات الطائرات التجارية والخاصة والعسكرية ومن دون طيار، استعداداً لتقديم عروض جوية خلال «معرض دبي للطيران» الذي ينطلق غداً، بمشاركة أكثر من 1200 شركة، بنمو 8.8 في المئة مقارنة بالدورة السابقة، منها نحو 100 تشارك للمرة الأولى، ويُتوقع أن يصل عدد الزوار إلى 72.5 ألف زائر تجاري. واصطفت نحو 160 طائرة تجارية في فناء أرض المعرض، منها طائرات تابعة ل»طيران الإمارات» و»فلاي دبي» و»الاتحاد للطيران»، ومعها طائرتان إحداهما تابعة لشركة «بوينغ» من طراز «787-10»، وأخرى تابعة لشركة «ارباص» من طراز «ايه 350»، استعداداً للمنافسة المتوقعة بينهما على أسواق المنطقة. وعلى رغم تسريبات من شركة «ارباص» عشية انطلاق المعرض بأنها باتت قريبة من إبرام صفقة لا تقل قيمتها عن 14 بليون دولار لبيع أكثر من 30 من طائراتها من «طراز ايه 380» لشركة «طيران الإمارات»، إلا أن خبراء القطاع استبعدوا أن تصل طلبات الشركات الإقليمية خلال هذه الدورة من المعرض إلى مستويات عام 2013 التي كانت الأكبر في تاريخ الطيران المدني، إذ اشترت الشركات العربية أكثر من 573 طائرة من شركتي»بوينغ» الأميركية و»ارباص»الأوروبية، بقيمة تجاوزت 183 بليون دولار. أما دورة عام 2015، فغابت عنها صفقات الطيران التجاري من قبل الشركات العربية الكبرى، وزادت فيها صفقات معدات وحلول وأنظمة دفاعية، إضافة إلى محركات وخدمات وعقود صيانة وطائرات عسكرية للبحث والإنقاذ، وطائرات مخصصة للطيران الاقتصادي. ويأتي انطلاق «معرض دبي للطيران» في وقت تعاني الشركات العربية أعباء الزيادة في الرسوم والضرائب التي تفرضها دول المنطقة، لتعويض تراجع عائدات النفط، يضاف إليها الأعباء التي تحملتها الناقلات الإقليمية خلال السنة، بدءاً من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حظر السفر لبعض الجنسيات في المنطقة، ثم حظر حمل الأجهزة الإلكترونية الشخصية في مقصورة الركاب على متن الطائرات من الشرق الأوسط إلى كلّ من أميركا وبريطانيا، في وقت تعاني الشركات تراجع أسعار العملات في مقابل الدولار، إلى جانب التوتر السياسي الذي يسود بعض دول المنطقة. ورجحت مصادر من «الاتحاد الدولي للنقل الجوي» تراجع أرباح منطقة الشرق الأوسط خلال العام الحالي إلى 400 مليون دولار، من 1.1 بليون العام الماضي، ما يشير إلى أن الناقلات العربية فقدت نتيجة الحظر الأميركي والبريطاني في ما يتعلق بالأجهزة الالكترونية، إضافة إلى تراجع العملات العالمية أمام الدولار وقرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وزيادة الرسوم على التذاكر، نحو 700 مليون دولار من أرباحها خلال سنتين، علماً أن أرباح شركات الطيران بلغت العام الماضي نحو 900 مليون دولار، ونحو 1.1 بليون عام 2015. وتوقع خبراء أن تشتد منافسة الشركات المصنعة العالمية لتسويق طائرات عسكرية، في المنطقة العربية التي تشهد توترات سياسية متصاعدة. ومن أبرز فاعليات الدورة الحالية من المعرض الأجنحة والمؤتمرات الجديدة، مثل مؤتمر وجناح الفضاء حيث سيتحدث العقيد المتقاعد في سلاح الجو الأميركي آل وردن، قائد بعثة المركبة الفضائية المأهولة «أبولو 15» الأميركية، إضافة إلى قمة الطائرات من دون طيار. وتبلغ نسبة الشركات العارضة من أوروبا 30 في المئة من قائمة الشركات التي تشمل 1200 عارض، بينما تبلغ نسبة الشركات والمؤسسات من الشرق الأوسط 40 في المئة، أما الشركات من الأميركيتين فنسبتها 10 في المئة ومعظمها من الولاياتالمتحدة وكندا.