تنطلق «أيام الفيلم الوثائقي» التي تنظمها شركة «5 على 5 للإنتاج» يوم 9 نيسان (أبريل) الجاري في قاعة سينما «أفريكا آرت» بالعاصمة التونسية لتتواصل إلى غاية يوم 11 من الشهر نفسه. ويتضمن برنامج التظاهرة عرضاً لعدد من الأفلام الوثائقية فضلاً عن تكريم ذكرى المخرج مصطفى الحسناوي الذي توفّى يوم 15 كانون الثاني (يناير) 2011 وذلك بحضور ابنته هند. وسيفتتح التظاهرة فيلم «ظلال» لمصطفى الحسناوي وماريان خوري وهو فيلم من إنتاج مشترك بين تونس والمغرب ومصر والإمارات العربية المتحدة عام 2010، والفيلم الذي يدوم 90 دقيقة يقدم حكاية رجال ونساء أصابتهم محن وهموم ليست بعيدة عما يجري حولنا جميعاً فانتهوا في عوالم مغلقة هي مستشفيات الأمراض النفسية بالقاهرة. أناس يبدون بلا أمل، تتعثر خطاهم المضطربة، هم مرضى نفسيون أو أنهم ربما ليسوا سوى امتداد فعلي لحالة الجنون القائمة في المجتمع. كما يتمّ عرض فيلم «الأئمة يذهبون إلى المدرسة» للمخرجة كوثر بن هنية من إنتاج تونسي/ فرنسي/ إماراتي، ويقدم قصة أئمة قيد التدريب لدى الجامع الكبير بباريس، مطالبون بالتقيد بالعلمانية وفقا لسياسة تحديث الإسلام التي تكرسها السلط العمومية في فرنسا. ومن بين جميع الجامعات واحدة فقط تطوعت لإتمام تكوين أولئك الأئمة: المعهد الكاثوليكي بباريس. ما شكل سابقة في تاريخ الجمهورية الفرنسية، هناك الأئمة/ الطلبة يتلقون، إضافة الى دروس الجامع الكبير، دروساً في العلمانية داخل معهد كاثوليكي، وذلك لمدة سنة. ومن الأفلام المقترحة في «أيام الفيلم الوثائقي» نذكر أيضاً فيلم «درس في التاريخ» للبناني هادي زكاك وهو من إنتاج عام 2009 وينطلق الفيلم من طريقة تدريس مادة التاريخ لمراهقين يستعدون لنيل الشهادة المتوسطة في خمس مدارس في بيروت وضواحيها، علمانية وسنية وشيعية وكاثوليكية وإنجيلية ليعرض رؤيته حول قضايا الهوية والتاريخ والحرب والأهلية. الى جانب هذا هناك عرض فيلم و «طاكواكور» لعمر مجيد من إنتاج 2009 وفيلم «في انتظار أبو زياد» لمحمد الأتاسي (2009) أيضاً وهو وثائقي حول المفكر العربي نصر حامد أبو زيد وجاء في بطاقة الشريط «من هو نصر حامد أبو زيد؟ هو الأكاديمي الإسلامي الليبرالي الذي تحدى الإسلام المتطرف والتقليدي في مصر ما أدى إلى تطليقه من زوجته ابتهال يونس. ومع ارتفاع عدد التهديدات بالقتل من الجماعات الإسلامية المتشددة اضطر إلى الرحيل مع زوجته عن مصر إلى هولندا حيث عمل أستاذاً للدراسات الإسلامية في جامعة لايدن. تم تصوير الفيلم على مر السنوات الست الأخيرة، مع أبو زيد في نشاطه الفكري والإعلامي، في ندوات ونقاشات في العالم العربي وخارجه. أنهي الفيلم قبل شهرين فقط من الوفاة المفاجئة لنصر حامد أبو زيد فأصبح وثيقة فريدة عن حياته وفكره». ويتضمّن اليوم الثالث من هذه التظاهرة لقاءً مع ثلة من السينمائيين الوثائقيين لتقديم مشاريعهم إلى جانب عرض يقدمه أسامة رفاحي مدير المؤسسة العربية للفن والثقافة حول برنامج دعم إنجاز الأفلام وثائقية. وسيتمّ على هامش التظاهرة الإعلان عن أحداث مهرجان سنوي تحت عنوان «قوافل وثائقية» سينطلق خلال تشرين الأول (أكتوبر) من هذا العام، وسيجمع كثيراً من المخرجين الذين سيعملون، كما أكده المنظمون، على مزيد التعريف بمكانة الفيلم الوثائقي في المتوسط.