قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن «محاربة الإرهاب بكل أشكاله وصوره، واتخاذ تدابير رادعة ضد الدول التي تقدم الدعم للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة من أهم ركائز إعادة بناء السلام في مناطق الصراعات»، مشيراً إلى أن 60 في المئة من الدول الخارجة من نزاعات لا تزال تعاني ويلات الاقتتال وعدم الاستقرار وغياب الأمن. وأضاف شكري، خلال مشاركته في جلسة «إعادة بناء مؤسسات الدولة في مناطق الصراع»، ضمن «منتدى شباب العالم» الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ، أن «تنامي ظاهرة الإرهاب وانتشار أفكار التطرف أضفيا مزيداً من التعقيد على فرص استعادة الأمن وبناء السلام في مناطق الصراع، إذ تتلاقى أهداف الجماعات الإرهابية مع العابثين باستقرار الدول من الداخل والخارج من أجل استهداف مؤسسات الدولة الوطنية وإضعاف قدرتها على القيام بمهامها لتحقيق السلم الداخلي والاستقرار». وأشاد وزير الخارجية المصري بمؤسسات مصر الأمنية. وقال: «لولا دور الجيش والشرطة البطولي وما قدماه من تضحيات، لكانت مصر في وضع شبيه بدول أخرى في المنطقة». وشدد على ضرورة «السعي للتوصل إلى حلول سلمية للأسباب الجذرية للصراعات، وعدم التسرع أو فرض أطر زمنية غير واقعية، مع عدم إغفال الملكية الوطنية لجهود بناء السلام وبناء المؤسسات، والتحذير من محاولة فرض حلول مستوردة لا تتناسب مع خصوصية الأوضاع الداخلية». ونبه شكري إلى «ضرورة التنسيق والتكامل بين الجهود الإقليمية والدولية الداعمة بناء السلام والمؤسسات الوطنية، خصوصاً المنظمات الإقليمية كجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، كونهما الأقرب لفهم الظروف المحلية والإقليمية للصراع وأقدر على طرح مقاربات لها فرص أفضل للنجاح». وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبل أمس نظيره التشادي إدريس ديبي، الذي يشارك في فاعليات منتدى «شباب العالم»، وبحثا في سبل تعزيز التعاون بين البلدين. وقال الناطق باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي إن السيسي أكد العلاقات الوثيقة بين البلدين، مشيراً إلى «الاهتمام الذي توليه مصر لتعزيز التعاون مع تشاد في مختلف المجالات». وأضاف أن «اللقاء تطرق إلى عدد من القضايا الإقليمية، واتفق الرئيسان على مواصلة التشاور والتنسيق المشترك على المستوى الأفريقي وفي إطار المحافل والمنظمات الدولية». من جهة أخرى، قال السيسي خلال مشاركته في ماراثون على هامش المنتدى، إن «الحديث عن تصادم الحضارات أمر غير حقيقي، فالحضارات وجدت من أجل التفاعل، لكن ما يحدث هو صدام بين المصالح».