طهران، برلين – أ ب، رويترز - أعلن مسؤول ألماني بارز أمس، وقف تسديد الهند مستحقات وارداتها من النفط الإيراني، من خلال مصرف ألماني، في وقت يفرض مجلس الأمن عقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي. وأشار المسؤول الى أن القرار الذي يشمل مشتريات نفطية سنوية للهند من إيران، تبلغ نحو 9 بلايين يورو (13 بليون دولار)، أتى بعد مشاورات بين برلين ونيودلهي وليس نتيجة لضغوط من المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في الداخل أو ضغوط خارجية. وقال: «أبلغنا نظراؤنا الهنديون برغبتهم في استخدام وسائل أخرى لتسديد المشتريات». أتى ذلك بعدما أوردت صحيفة «هاندلسبلات» الاقتصادية أن الهند تخطط لشراء نفط ايراني بقيمة 9 بلايين دولار سنوياً، وتسديد ثمنه عبر المصرف المركزي الألماني من خلال «المصرف التجاري الأوروبي - الإيراني» الواقع تحت عقوبات فرضتها الولايات، لكن لا تشمله عقوبات مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي. وأضافت ان مركل أصدرت تعليمات للمصرف المركزي الألماني، بوقف تسوية المدفوعات الهندية. ومارست الولاياتالمتحدة ضغوطاً على ألمانيا في هذا الشأن، فيما تريد إسرائيل التي التقى رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو مركل قبل أيام، إغلاق «المصرف التجاري الأوروبي - الإيراني» الذي يتخذ هامبورغ مقراً، معتبرة أنه يساند انتشار أسلحة الدمار الشامل، من خلال تسديده مبالغ لجهات مشاركة في البرنامج النووي الإيراني. وأعلن ناطق باسم الحكومة الألمانية الأسبوع الماضي، أن على المصرف إبلاغ السلطات الألمانية بكلّ مبلغ يُحوّل الى ايران، تتعدى قيمته 10 آلاف يورو، كما يحتاج موافقة مسبقة لأي تحويل تتعدى قيمته 40 ألف يورو. وأشار الى إمكان رفض أي تحويل يُشتبه في ارتباطه بأسلحة دمار شامل أو تصدير مواد ممنوعة بموجب عقوبات الاتحاد الأوروبي. إلى ذلك، أعلن رئيس «وكالة الفضاء الإيرانية» حميد فاضلي أن طهران بدأت مساعي لدى روما لاستعادة قمر اصطناعي صغير للاتصالات، «مصباح-1»، الذي بنته عام 2005 شركة إيطالية لكنها لم تسلّمه. وقال: «لدى إيران الآن صواريخ قادرة على إطلاق مصباح-1، لكن إيطاليا تستخدم ذرائع مثل قرارات (مجلس الأمن) والعقوبات (المفروضة على إيران)، كي لا تسلمنا القمر». على صعيد آخر، افاد موقع إلكتروني معارض بطرد المحامي الايراني وأستاذ القانون محمد شريف، من جامعة العلامة الطبطبائي في طهران حيث كان يُدرّس. وشريف من مؤسسي «مركز المدافعين عن حقوق الانسان في ايران» الذي ترأسه المحامية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام، وحظّرته السلطات بعد انتخابات الرئاسة عام 2009. تزامن ذلك مع اعتقال قاسم سعدي الاستاذ في جامعة طهران والنائب السابق، والذي رفض «مجلس صيانة الدستور» ترشّحه للرئاسة عام 2009. من جهة أخرى، انتقد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) علاء الدين بروجردي تأكيد الرئيس محمود أحمدي نجاد دعوة ملك الأردن عبد الله الثاني لزيارة طهران. واعتبر ذلك «غير مناسب في هذ الوقت، نظراً الى التطورات في المنطقة»، قائلاً: «من حق رئيس الجمهورية دعوة رؤساء الدول، لكن قرارات ايران في مجال السياسة الخارجية، يجب أن تستند الى أساس 3 مبادئ: العزة والحكمة والمصلحة». أتى ذلك بعد تأكيد نجاد «توجيهه دعوة الى ملك الأردن لزيارة طهران، ورحب بها لكنه بعد فترة أرجأ الزيارة». وشدد على ان «الدعوة ما زالت قائمة، وإرجاء الزيارة لا علاقة له بمقال أو تصريحات أحد»، مضيفاً: «قرارات الحكومة على الصعيدين الداخلي والخارجي مدروسة وناضجة ومبنيّة على أساس برامج وطنية مرسومة. والحكومة لن تتراجع عن مواقفها المبدئية في ما يتعلق بعلاقاتها مع الدول الأخرى». وفي مؤتمره الصحافي الأول في السنة الايرانيةالجديدة التي بدأت في 21 آذار (مارس) الماضي، أعلن نجاد ان بلاده «ستتعامل بالمثل مع المطارات الأوروبية التي تمتنع عن تزويد الطائرات الايرانية بالبنزين».