طهران، برلين – رويترز، أ ف ب – وصل الى برلين أمس، صحافيان ألمانيان أطلقتهما طهران بعد اعتقالهما لأربعة شهور خلال إجرائهما مقابلة مع نجل ومحامي الإيرانية سكينة محمدي اشتياني التي حُكمت بالإعدام رجماً لاتهامها بالزنى والتواطؤ في قتل زوجها، في قضية أثارت ردود فعل شاجبة في الغرب. ويعمل الصحافيان ماركوس هيلفيغ وينس كوخ في صحيفة «بيلد ام زونتاغ» واعتُقلا في 10 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في مدينة تبريز شمال غربي إيران. واتهمت السلطات الإيرانية الصحافيين بالتجسس، وبدخول البلاد بتأشيرة سياحية ومزاولتهما المهنة من دون التقدم لنيل ترخيص خاص وتأشيرة صحافية، وهذا إجراء على الصحافيين الأجانب اتباعه لتمكينهم من العمل في إيران. وقبل الإفراج عنهما، حكمت محكمة ثورية على كلّ منهما بالسجن 20 شهراً، وأُبدلت العقوبة فوراً بغرامة قدرها 500 مليون ريال (حوالى 50 ألف دولار) لكلّ منهما، وذلك بتهمة «ارتكاب جرم ضد الأمن القومي». واعتبرت محكمة في تبريز أن الصحافيين الألمانيين «استحقّا إبدال عقوبتهما وأن ينعما بالرحمة الإسلامية». وأعربت المستشارة الألمانية انغيلا مركل عن «سعادتها الشديدة للإفراج عن هيلفيغ وكوخ»، فيما أبدت عائلتا الصحافييْن سرورها لإطلاقهما. أما صحيفة «بيلد أم زونتاغ» فتحدثت عن انتهاء «كابوس استمرّ 132 يوماً، بالنسبة الى موظفيها وأقارب» الصحافيين. وعاد هيلفيغ وكوخ الى بلادهما مع وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلله الذي زار طهران لاصطحابهما، بعد لقائه نظيره الإيراني علي أكبر صالحي والرئيس محمود أحمدي نجاد. وزيارة فيسترفيلله التي استمرت ساعات، هي الأولى لوزير ألماني الى إيران منذ 2003، ولوزير أوروبي الى طهران منذ سنوات، وناقش خلالها مع نجاد «القضايا الإقليمية والوضع في أفعانستان وضرورة التعاون ضد الإرهاب ومكافحة المخدرات»، كما أعلنت الرئاسة الإيرانية. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن نجاد وفيسترفيلله تأكيدهما أن «الأممالمتحدة ومجلس الأمن لا يلبيان حاجات الشعوب، وأعربا عن رغبتهما في إصلاح النظام في العالم على أساس المشاركة العامة». ونسبت الى فيسترفيلله قوله إن «ألمانيا اقتنعت بأن النزاع والجدال لا يشكلان طريقاً لتسوية المشاكل، بل يجب اعتماد أسلوب التعاون والحوار، والتعاون الدولي لتسوية القضايا العالمية ضروري». وأكد صالحي أن إيران تأمل بأن «تتطلع الى المستقبل» في علاقاتها مع ألمانيا، فيما أفاد مكتب فيسترفيلله بأن الوزيرين ناقشا آراءهما المختلفة في شأن «مسائل تتصل بحقوق الإنسان وتطوير الديموقراطية». وأضاف المكتب أن الوزير الألماني بحث أيضاً مع صالحي في الملف النووي الإيراني، مكرراً الموقف الأوروبي والغربي في هذا الشأن. واعتبر حسين قشقاوي نائب وزير الخارجية الإيراني أن زيارة فيسترفيلله طهران «أكدت فشل سياسة الاتحاد الأوروبي لعزل إيران». على صعيد آخر، قدم نجاد الى مجلس الشورى (البرلمان) مشروع الموازنة للسنة الإيرانيةالجديدة (التي تبدأ في 21 آذار/مارس المقبل)، وتبلغ 539 بليون دولار، بينها 362 بليوناً للمؤسسات الحكومية. وبلغت موازنة السنة الماضية 368 بليون دولار، ما يعني أن تلك الحالية تزيد عليها بأكثر من 40 في المئة. وأبلغ نجاد البرلمان أن حكومته تسعى الى خفض اعتماد إيران على عائدات النفط، والمضي قدماً في خطة رفع الدعم عن سلع أساسية. وقال: «إحدى خصائص الموازنة تتمثل في تقليص الفجوة بين الطبقات الاجتماعية». وسيدرس النواب بنود مشروع الموازنة، قبل التصويت على المصادقة عليها. من جهة أخرى، قُتل شرطيان إيرانيان وجُرح آخران بهجوم على دورية للشرطة في مدينة مريوان المحاذية للعراق.