أعلنت قوات الأمن العراقية أمس اعتقال أربعة إرهابيين مرتبطين بمفارز عسكرية تابعة ل «داعش» بعد يوم على تفجير انتحاري ضرب المحافظة، وسط مخاوف من تسلل التنظيم إلى المحافظة مستغلاً هشاشة الوضع الأمني في المدينة التي طالبت بتعزيزات عسكرية، فيما تدور خلافات حول منصب المحافظ الذي يتولاه راكان الجبوري بالوكالة بعد دخول الجيش منتصف الشهر الماضي. وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» أمس «اعتقال أربعة إرهابيين مرتبطين بمفارز عسكرية لما يسمى ولاية كركوك»، وأوضحت أن «مديرية الاستخبارات العسكرية شنت عملية استباقية وألقت القبض على الإرهابيين». وأصدرت «قيادة العمليات المشتركة» توضيحاً للتفجير الانتحاري الذي شهدته كركوك أول من أمس، موضحة أن «الهجوم نفذه انتحاريان من جنسيات أجنبية استهدفا تجمعاً للمواطنين في شارع أطلس». وأضافت أن «المعلومات الأولية تشير إلى أن الانتحاريين كانا داخل كركوك مختبئين في أحد المنازل وأسفر ذلك عن استشهاد أحد المواطنين وجرح 21 آخرين أغلب الإصابات كانت خفيفة ومتوسطة»، مشيراً إلى أن «التحقيقات مستمرة للوصول إلى الإرهابيين الجناة». ودعا الجبوري رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى إرسال تعزيزات إلى المحافظة، ولكن مسؤول الملف الأمني اللواء معن الساعدي قال خلال مؤتمر صحافي إن «لا حاجة إلى قوات إضافية»، وأضاف أن «المحافظة تعتمد على جهد استخباراتي أكثر من العسكري، ومنفذو اعتداء الأمس (أول من أمس) كانوا من جنسيات أجنبية ولهم وكر في منطقة الحادث». واعتبرت الجبهة التركمانية التفجير المزدوج الذي شهدته كركوك «محاولة لتقويض المسعى الحكومي» لبسط سيطرة الأجهزة الاتحادية على المحافظة، وأعلنت في بيان أن «هذا الخرق يحتاج إلى وقفة جادة من الأجهزة الأمنية للتحقيق وكشف الخلايا النائمة التابعة للمنظمات الإرهابية». وطالبت وزير الداخلية ب «الإسراع في إعادة التوازن إلى الملف الأمني بنسبة 32 في المئة لكل القيادات في أجهزة الوزارة، واستبعاد المتسربين والمنقطعين عن الدوام منذ منتصف الشهر الماضي وتطبيق قرار الوزارة باستبعاد الضباط ذوي الشهادات المزورة». وتتزامن الأزمة الأمنية مع أزمة إدارة المحافظة إذ يطالب التركمان بمنحهم منصب المحافظ، وهذا ما يرفضه الأكراد ويعتبرونه من حصته ويدعون إلى الإسراع في اختيار محافظ منتخب بدلاً من الجبوري. وقالت القيادية في «الاتحاد الوطني الكردستاني» آلا طالباني خلال مؤتمر صحافي في كركوك، إن المحافظة تمر بفترة «انتقالية» وذلك يتطلب جهوداً لتعزيز السلام وإنجاح إدارتها، وأشارت إلى أن «زيارة النواب تأتي من أجل كل مكونات كركوك، وتواصلنا مع الإدارة لتأمين الخدمات وتحقيق الأمن وإيصال مطالب المحافظة إلى بغداد، ونعمل مع أعضاء مجلس النواب لتشريع القوانين وتأمين حاجة كركوك». وتابعت أن «كركوك تمر بفترة انتقالية لذا يتطلب ذلك جهوداً ووسطاء وخبرة لتعزيز السلام وإنجاح مهام إدارة كركوك، يجب أن تدار من خلال الشراكة بين مكوناتها مثلما أكدها الفقيد الكبير مام جلال».