طالب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بضرورة التواصل مع الشباب والتحاور معهم، محذراً من أن «إقصاء الشباب قد يعرض دولهم إلى السقوط والاستباحة». وقال السيسي أمس، على هامش مشاركته في فعاليات «منتدى شباب العالم» الذي يستضيفه منتجع شرم الشيخ وسط حضور دولي وعربي، إن المصلحة الوطنية تقتضي النظر إلى الشباب وإعداده وتأهيله، مشدداً على أن هناك إرادة سياسية حقيقية في مصر لمشاركة الشباب في صناعة القرار، وأنه يثق بقوة في شباب مصر. واستعرض السيسي تجربة «البرنامج الرئاسي» لتأهيل الشباب، لافتاً إلى أن هناك «برنامجاً موازياً» له يعمل على تأهيل أعضائه من الشباب وتدريبهم في الخارج من أجل اختيار كوادر لتولي مناصب عليا في الدولة. وأوضح السيسي أن التحديات التي تواجه مصر ضخمة، ومنها تشغيل ملايين الشباب، وهو تحدٍ «كبير جداً» تبذل الدولة أقصى جهد فيه، لافتاً إلى أن المشروعات القومية الكبرى التي يتم تنفيذها من ضمن أهدافها تشغيل أكبر عدد ممكن من العاطلين عن العمل. وأشار إلى أن تلك المشروعات وفرت فرص عمل ل 3 ملايين مواطن ولو بشكل موقت. وقال السيسي إن الحوار مع الشباب مثّل هاجساً بالنسبة له، مضيفاً أن «الشباب يريد من يسمعه. وإذا اطمأن سيكون عاملاً حاسماً في بناء الدولة الحديثة المدنية الديموقراطية، ومن هنا أتت فكرة مؤتمرات الشباب». ودعا السيسي إلى تقبل الآخر واحترام العقائد المختلفة، وقال: «نريد أن يحترم بعضنا بعضاً، وخصوصاً احترام العقائد واختيارات الآخرين. سنطبق هذا الأمر بالفعل لا بالقول فقط، فكل مجتمع سكني جديد يتم إنشاؤه سيبنى فيه مسجد وكنيسة. لا نريد أي شكل من أشكال عدم القبول». ولفت السيسي إلى أنه عندما طرح مسألة الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، طلب تشكيل لجنة من الشباب أنفسهم ودراسة كل حالة على حدة وإعداد قائمة بمن يستحقون العفو الرئاسي، وهو استخدم صلاحياته لإطلاقهم، مطالباً بالنظر بعين الاعتبار إلى الأوضاع التي تمر بها البلاد حالياً. وقال: «ضعوا في الاعتبار أنكم تتحدثون عن دولة فيها 100 مليون مواطن نحن مطالبون بتوفير الأمن لهم. عندما تسقط الدولة تُستباح، ويستباح أهلها وأبناؤها، وهذا تحدٍ كبير جداً» مشدداً على أن «التواصل مع الشباب والرأي العام ضرورة وأمر حتمي ومن لا يعمل على ذلك يعرض بلده للاستباحة». وانتقد السيسي «الاستعلاء بالديانة والمذهبية أو حتى بالنظرية السياسية»، مطالباً بأن يسود «التسامح» في النظرة إلى الآخر. وقال: «اعتز بدينك أو جنسيتك أو قوميتك، لكن لا تتكبر ولا تستعلي على الآخرين. المشكلة الكبيرة أن التطرف والإرهاب استعلى بفكرة دينه. لكنك لست مسؤولاً عن الآخرين، أنت مسؤول عن نفسك فقط، والاعتزاز بدينك لا يعني رفض ديانة الآخرين. لذلك نحن في حاجة إلى احترام الآخرين، ولا تجعلوا الدين وسيلة تُستخدم لتدمير الأمم». وكان «منتدى شباب العالم» افتتح أعماله السبت على شواطئ منتجع شرم الشيخ، وعُرضت خلاله تجارب شبابية خلاقة حملها أصحابها من عوالم مختلفة، وعُرضت أيضا مآسٍ عاشها شباب المنطقة العربية بفعل إرهاب «داعش»، كما في سورية والعراق.