أكد عدد من مصادر موثوقة ل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مئات المدنيين بدأوا العودة إلى حي المشلب الواقع في القسم الشرقي لمدينة الرقة، بعد انتهاء فرق إزالة الألغام من تمشيط الحي وتنظيفه من كامل الألغام الموجودة فيه، في أعقاب نحو 20 يوماً من التوتر بين أهالي الحي وقوات سورية الديموقراطية (قسد) المسيطرة على المدينة، حول عودة النازحين إلى منازلهم. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر في 26 الشهر الماضي أنه يسود توتر واستياء وسط أهالي مدينة الرقة الذين لم يتمكنوا من العودة إلى مساكنهم في المدينة التي سيطرت عليها قوات سورية الديموقراطية في شكل كامل في 17 تشرين الأول (أكتوبر). وجاء هذا الاستياء نتيجة تفريق تظاهرة لسكان من حي المشلب الواقع في القسم الشرقي من مدينة الرقة، طالبوا فيها بالعودة إلى منازلهم، وقوبلت بإطلاق نار من جانب عناصر من قوات سورية الديموقراطية، ما تسبب في وقوع جرحى. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أسباب الحادثة ومستجداتها، وقام برصد وتوثيق ما جرى في المنطقة، وأكد قيادي بارز في مجلس سورية الديموقراطية أن التظاهرة لسكان من حي المشلب، وتم إطلاق النار بغية منع المواطنين من الاقتراب إلى الحي وإبعادهم عنه، فأصيب أربعة أشخاص على الأقل بشظايا الطلقات النارية. وأكد القيادي أن ما حدث يوم الخميس 26 الشهر الماضي في حي المشلب لن يتكرر، وستجرى محاسبة مطلقي النار، وتطورت مشادة كلامية بين العناصر والمتظاهرين إلى إطلاق نار تسببت شظاياه في وقوع جرحى من المدنيين المتظاهرين، وسيسمح للمواطنين بالعودة إلى منازلهم حال الانتهاء من عملية تفكيك الألغام في أحيائهم وضمن المدينة. وأكد المصدر القيادي للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن مجلس إعمار مدينة الرقة لم يتمكن من التجول في حي المشلب وأجزاء أخرى من مدينة الرقة، والإطلاع على واقع الدمار فيها وآلية العمل داخل المدينة لإعادة إعمارها، إلا بعد قيام أحد فرق إزالة الألغام باستكشاف الطريق أمامهم، كما أن الهيئة المشكَّلة الحكومة والمكلفة بإدارة مدينة الرقة، لم تتمكن من البدء بأعمالها والمباشرة بها حتى الآن، نتيجة كثافة الألغام المزروعة داخل حي المشلب الذي سيكون مقر هذه الهيئة الحكومة موجوداً فيها. كما علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن فرق إزالة ألغام تابعة لقوات سورية الديموقراطية وفرق تابعة للتحالف الدولي ولجهات غربية أوقفت عملها موقتاً في المدينة بعد إصابة عناصر أجانب من فرق هندسة الألغام وفقدان عناصر آخرين حياتهم جراء انفجار الألغام. وأوضحت المصادر للمرصد أن توقف عملية إزالة الألغام مرده البحث عن آلية مختلفة لإزالة الألغام في شكل لا يوقع خسائر بشرية في صفوف عناصر فرق إزالة الألغام بمدينة الرقة، إذ تشهد المدينة دماراً وصل لأكثر من 80 في المئة من مساحة المدينة التي شهدت قتالاً ومعارك عنيفة بين قوات سورية الديموقراطية والتحالف الدولي من جهة، وتنظيم «داعش» من جانب آخر، استمرت منذ 6 حزيران (يونيو) وحتى 17 تشرين الأول (أكتوبر)، تاريخ خروج آخر دفعة من مسلحي «داعش» من مكان تحصنهم داخل المدينة، كما كان التنظيم قام بعملية زرع ألغام بشكل مكثف في المدينة وأطرافها.