ما زال التوتر والاستياء متصاعداً في أوساط أهالي مدينة الرقة، الذين لم يتمكنوا حتى الآن من العودة إلى مساكنهم في المدينة، التي سيطرت عليها «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) في شكل كامل في السابع عشر من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. وجاء هذا الاستياء نتيجة تفريق تظاهرة لسكان من حي المشلب الواقع في القسم الشرقي من مدينة الرقة، طالبوا فيها بالعودة إلى منازلهم، وقوبلت بإطلاق نار من قبل عناصر «قسد»، ما تسبب في وقوع جرحى. وأكد قيادي في «مجلس سورية الديموقراطية» ل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن التظاهرة جرت لسكان من حي المشلب، وجرى إطلاق النار بغية إبعاد المواطنين عن الحي، فأصيب 4 أشخاص على الأقل بشظايا طلقات نارية. وأكد القيادي أن ما حدث أول من أمس لن يتكرر مرة أخرى، وأن من أطلقوا النار سيحاسبون. وقال إن مشادة كلامية بين العناصر والمتظاهرين أدت إلى إطلاق نار تسببت شظاياه بوقوع جرحى من المتظاهرين، وأنه سيجري السماح للمواطنين بالعودة إلى منازلهم حال الانتهاء من عملية تفكيك الألغام في أحيائهم في المدينة. وقال المصدر إن مجلس إعمار مدينة الرقة لم يتمكن من التجول في حي المشلب وأجزاء أخرى من مدينة الرقة، خلال الساعات ال48 ساعة الفائتة، والإطلاع على واقع الدمار فيها وآلية العمل داخل المدينة لإعادة إعمارها، إلا بعد قيام إحدى فرق إزالة الألغام باستكشاف الطريق أمامهم. وأضاف أن الهيئة المشكَّلة «الحكومة» المكلفة إدارة مدينة الرقة، لم تتمكن من البدء بأعمالها حتى الآن نتيجة كثافة الألغام المزروعة داخل حي المشلب، الذي سيكون مقر هذه الهيئة موجوداً فيها. وأفاد «المرصد السوري» بأن فرق إزالة ألغام تابعة ل «قسد» وأخرى تابعة للتحالف الدولي ولجهات غربية، أوقفت عملها موقتاً في المدينة، وذلك بعد إصابة عناصر أجانب من فرق هندسة الألغام وفقدان عناصر آخرين حياتهم جراء انفجار ألغام بهم. وأوضحت مصادر أن توقف عملية إزالة الألغام مرده البحث عن آلية مختلفة لإزالتها في شكل لا يوقع خسائر بشرية. ويجدر بالذكر أن الدمار يعم أكثر من 80 في المئة من مساحة المدينة التي شهدت قتالاً بين «قسد» والتحالف الدولي في جهة وتنظيم «داعش» في جهة أخرى، استمر منذ السادس من حزيران (يونيو) الفائت وحتى السابع عشر من الشهر الجاري، تاريخ خروج آخر دفعة من عناصر تنظيم «داعش» من مكان تحصنهم داخل المدينة. وكان التنظيم زرع ألغاماً في شكل مكثف في المدينة وأطرافها. ووثق «المرصد السوري» مقتل 164 مدنياً على الأقل بينهم 39 طفلاً و10 مواطنات جراء انفجار ألغام بهم خلال محاولاتهم الخروج من مناطق سيطرة «داعش» في مدينة الرقة إلى مناطق سيطرة «قسد» منذ الخامس من حزيران الفائت وحتى العشرين من الشهر الجاري، إضافة إلى إصابة العشرات من المدنيين بجروح وإعاقات دائمة.